حالة من التوتر السياسي الداخلي المتصاعد يشهدها لبنان خاصة بعد تحركات الموفدين الخارجيين الذين يحملون اجندات دولية تسعى لتحقيق نتائج على حساب الاستقرار الداخلي.
في وقت لم يفارق الكيان الاسرائيلي سماء لبنان ويواصل انتهاك اتفاق وقف اطلاق النار معه دون رادع من قبل الضامنين له، يعيش البلد جدلا سياسيا بسبب مطالبات اميركية لحصر السلاح في يد الجيش اللبناني كشرط لاستمرار هذا الاتفاق الهش.
جلسة الحكومة الأخيرة، التي جاءت بتوجيهات من الخارج لم تكن مجرد مصادقة على قرارات، بل شكلت نقطة انطلاق لمسار سياسي مفتوح على كل الاحتمالات. وقد ظهر بشكل جلي رفض حزب الله وحلفائه لهذه القرارات حيث اعلن حزب الله صراحة أنه سيتعامل مع قرار الحكومة في هذا الشان وكأنه غير موجود، متهمًا اياها بارتكاب خطيئة كبرى نتيجة لإملاءات المبعوث الأميركي توم براك، لان القرار يحقق مصلحة الكيان الإسرائيلي بالكامل، ويجعل لبنان مكشوفًا أمامه من دون أي ردع.
موقف مماثل صدر عن حركة أمل التي طالبت الحكومة بتسخير جهودها لتثبيت وقف إطلاق النار أولاً ووضع حد لآلة القتل الإسرائيلية.
وفيما لم تبق دولة عربية او غربية ولم تفرض املاءات على لبنان اعلنت ايران انها تدعم حزب الله لكن لا تتدخل في قراراته. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي،إن السعي لنزع سلاح حزب الله ليس أمراً جديداً بعدما أظهرت ساحات المعارك للجميع فعّالية هذا السلاح.
وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ان "مع تصوّر البعض بأن حزب الله أصبح ضعيفاً، عادوا مجدداً لطرح فكرة نزع السلاح ودفعها إلى الواجهة، إلّا أنّ الموقف الحاسم الذي عبّر عنه الأمين العامّ لحزب الله في بيانه الأخير، أثبت أنّ الحزب سيبقى صامداً في مواجهة كلّ الضغوط والقرار النهائي بشأن الإجراءات المستقبلية يعود لحزب الله نفسه، ونحن ندعمه، لكننا لا نتدخل في قراراته".
ميدانيا، شن سلاح الجو الاسرائيلي موجة غارات على جنوبي لبنان حيث ادت غارة على بلدة تولين قضاء مرجعيون بمحافظة النبطية إلى سقوط شهيد وإصابة شخص آخر بجروح، كما القى الكيان الإسرائيلي اربعة قنابل فوق نهر الوزاني وقنبلة صوتية باتجاه بلدة يارون، في قضاء بنت جبيل، بينما ألقيت قنبلتان صوتيتان من طائرة مسيرة على بلدة الخيام جنوبي البلاد. وشن الطيران الإسرائيلي ليلاً، سلسلة غارات عنيفة استهدفت أطراف بلدة دير سريان الجنوبية كما استهدفت مدفعية جيش الإحتلال لأطراف بلدة شبعا، في الجنوب.