وأشار مراسلنا إلى أن هذه النقاط التي يتجمع فيها النازحون الجائعون على أمل الحصول على القليل من المساعدات الإنسانية، تحولت إلى ساحات قتل، إذ يتعرضون لإطلاق النار فيعود كثيرون منهم شهداء أو مصابين.
وبيّن أن الغارات الإسرائيلية استهدفت عددًا من المواطنين في وسط مدينة خان يونس، تحديدًا بالقرب من دوار السنة، حيث وصل عدد من الشهداء إلى مجمع ناصر الطبي، إضافة إلى عشرات المصابين. كما لا يزال عدد من الشهداء تحت ركام منزل لعائلة أبو هلال في حي الأمل، شمال غرب خان يونس، جراء استهدافه دون سابق إنذار، في وقت لم تتمكن فيه فرق الإسعاف أو الإنقاذ التابعة للدفاع المدني من الوصول إلى المكان حتى الآن.
وأضاف: الحال في مدينة غزة لا يختلف كثيرًا، حيث تشتد الغارات الإسرائيلية على الأحياء الشرقية، وتحديدًا في حي الصبرة وحي الزيتون، بالقصف المدفعي والغارات الجوية التي تستهدف منازل المواطنين. كما طالت الغارات المناطق الشمالية من المدينة، ولا سيما شارع الجلاء، والشيخ رضوان، ومنطقة الصفطاوي، حيث أدى استهداف تجمعات للمواطنين في شارع الجلاء إلى استشهاد سبعة منهم.
ونوّه مراسلنا إلى أن الوضع الإنساني يتفاقم مع التطورات الميدانية، إذ سقط عشرات الشهداء تباعًا منذ فجر اليوم، وما تزال الغارات الإسرائيلية مستمرة وأصوات سيارات الإسعاف لم تتوقف، وهي تسابق الزمن للوصول إلى مواقع الاستهدافات والمجازر التي ترتكبها الطائرات الحربية الإسرائيلية.
شاهد أيضا.. جدل فلسطيني حول مستقبل غزة واتهامات بالالتفاف حول الشرعية
وتابع قائلًا: الواقع الإنساني في غزة مأساوي إلى حد كبير، فالمجاعة تفتك بأعداد متزايدة من المواطنين الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية، من غذاء وماء ورعاية صحية. كما تعاني المستشفيات والمجمعات الطبية من نقص حاد في المعدات والمستلزمات الطبية والأدوية، بسبب الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية جراء الاستهداف المباشر من قبل جيش الإحتلال.
ولفت إلى أنه أثناء إعداد هذا التقرير، دوّت أصوات انفجارات وطلقات نارية وسط مدينة خان يونس، بالتزامن مع عمليات تفجير واسعة لمنازل المواطنين وسقوط قذائف مدفعية في الأحياء الجديدة لحي الأمل، والحي الياباني، والحي الإماراتي، إضافة إلى وسط خان يونس ومنطقة المساجد ومحيطها. وأوضح أن هذه العمليات تهدف إلى تدمير المربعات السكنية، وإزالة ما تبقى من البنية التحتية والمنازل.
وأشار إلى أنه في المناطق القريبة من مراج، الفاصلة بين خان يونس ورفح، يتمركز جيش الاحتلال الإسرائيلي ويمنع مرور شحنات المساعدات المخصصة للمنظمات الأممية. وتتعمد قوات الاحتلال إيقاف هذه الشحنات قرب مواقع تمركزها، ما يدفع المواطنين الجائعين، إضافة إلى بعض ضعاف النفوس وقطاع الطرق المتعاونين مع الاحتلال، إلى مهاجمتها وسرقتها، الأمر الذي يزيد من الفوضى ويعمّق المأساة الإنسانية في قطاع غزة.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...