بعد أكثر من200 يوم على شن الاحتلال أكبر عملية اجتياح لمخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، ثلاثة شروط للانسحاب من هذه المخيمات تتمثل في إنهاء أي نشاط لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين؛ ومنع عودة أي لاجئ إلى هذه المخيمات إلا بعد إجراء فحص أمني له، وإذا كان قد سبق له أي نشاط سياسي تُمنع عودته؛ وإنشاء مراكز للشرطة الفلسطينية في عمق هذه المخيمات.
وقال عصرير فياض وهو كاتب وحلل سياسي:"بطبيعة الحال، لم يعد المخيم مخيماً بهذه الشروط. المخيم ينسف بمفهوم المخيم الحقيقي إذا طُبقت هذه الشروط. الأمر يعني أن توسيع الشوارع ووجود مراكز شرطة وعدم دخول النشطاء السياسيين، بمعنى أنه لم يعد هناك مخيم.هذه الخطة، إذا طُبقت ونجحت كما يريد الإسرائيليون والأمريكيون، فهذا يعني أن مخيم جنين سيكون إحدى الخطوات لتدمير حق العودة وتدمير وجود اللاجئين في الضفة الغربية قد نجح الأمر، وسيتم تعميم هذا النموذج على باقي المخيمات الأخرى في جميع أنحاء الضفة الغربية".
هذه الشروط لقيت رفضاً فلسطينياً وترحيباً أوروبياً وأمريكياً، وذلك بعد جلسات سرية عُقدت في جنين بين مسؤولين رسميين ومسؤولين أمريكيين وأوروبيين.
شاهد أيضا: شيفرة.. ابعاد الاستيطان الصهيوني في الضفة وأهدافه
وقالت تهاني الغول مديرة جمعية نسوية ونازحة من مخيم جنين:"كل بيت عندنا فيه شهيد وأسير وجريح. البيت الذي لم يُهدم، البيت المعمّر الذي لا يزال واقفاً، لا يزال يحكي حكايات المخيم. لن ننسى أبداً أننا أبناء مخيم جنين. ربينا الأولاد وشبّعناهم من هذه الروح: أنت ابن المخيم، أنت ابن البطولة، يا ابن الشهيد، أنت ابن البطل.من هنا، كل معلم في المخيم يحمل ذكرى شهيد، كل زاوية في المخيم شهدت استشهاد شهيد".
سواء في غزة أو في الضفة. هذه شروط جاهزة لمساومة الفلسطينيين، وكأن من الطبيعي وجود الاحتلال وتهجير المخيمات وتدميرها وقتل المقاومين واعتقالهم وإطلاق العنان لسلاح المستوطنين في الضفة الغربية وضم الأراضي واستباحتها.
مخيمات اللاجئين هي آخر معقل للقضية الفلسطينية التي يساوم عليها الأمريكيون والأوروبيون والإسرائيليون، وكأن ما يحدث أمر طبيعي: إفراغها من أهلها وتدميرها وقتل حلم الفلسطيني بالعودة إلى أراضيه المهجّرة عام 1948، بل إنه صار يحلم بالعودة إلى المخيم.
التفاصيل في الفيديو المرفق..