زائرون من ذوي الاحتياجات الخاصة جاؤوا من داخل العراق وخارجه لإحياء ذكرى أربعينية استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
وقال مؤسس موكب الصم والبكم، زهير عبدالهادي "يتشرف موكب خدام الحسين لفئة الصم باستقبال الزوار من يوم 10 صفر، بمناسبة زيارة الأربعين للإمام الحسين. هناك طعام وشراب، مثل الشاي والماء، وكل المحافظات العراقية نتشرف بهم، كذلك من خارج العراق، من إيران ومن باقي المحافظات. نقوم بخدمتهم، والتدليك هدفنا هو الإمام الحسين. وخدمة زوار الإمام الحسين عليه السلام، فأنني تركت عائلتي وأطفالي وزوجتي، ومنذ يوم 10 صفر أخدم، وحتى بعد الأربعين أستمر في الخدمة. هذا التعب كله أعتبره بسيطًا من أجل الإمام الحسين".
اقرأ ايضا.. مغرد كويتي: أتمنى حمل علم إيران في مسيرة الأربعين
فيما قال احد خدام زوار الاربعين "نحن نبدأ عملنا من 9 محرم حتى هذا اليوم، نقدم الخدمات، وهدفنا هو الإمام الحسين، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل أعمالنا. نحن متأثرون بالسيدة زينب عليها السلام التي شهدت ما شهدت من ويلات. في هذه الزيارة، التي جاءت بها، تواسي الحسين ونريد ان نقدم لها شيء بسيط نحن فئة الصم ونحن حالنا كحال السامعين والناطقين هذه رسالتنا نقدمها للمجتمع وللعالم: نحن ناس أسوياء، لا تختلف عنكم، نحن بصمتنا نقدم عملًا وجهدًا يضاهي السامعين والناطقين".
وبعيون ناطقة بالحب وقلوب تنبض بالإخلاص، يترجم أفراد الموكب لغة الإشارة لتسهيل التواصل بين الزائرين، ويقدمون الطعام والشراب للزوار على مدار اليوم.
وقال "فئة الصم حالهم كحال الباقين ولكن مشيئة الله انهم ليس لديهم حاسة السمع والنطق لكنهم يثبتون يومًا بعد يوم للعالم انهم ناس أكفاء. منهم الموظف، وعامل البناء، بكل صنوف المجتمع موجود، ومتزوج، وعنده عائلة. اليوم يثبت أنه لديه موكب، موكب خدام الإمام الحسين، يقدم كافة الخدمات لزوار الإمام الحسين. لا يوجد أي فرق بينه وبين الإنسان الذي يسمع أو يتحدث. كل الدرجات الموجودة في المجتمع"
هنا يمتزج الصمت بالايثار، ليؤكد هؤلاء الخدام أن خدمة الإمام الحسين عليه السلام لا تحتاج إلى صوت مسموع، بل إلى رسالة صادقة تحملها الأفعال قبل الأقوال. في لوحة إنسانية تعكس عمق التضامن وروح العطاء التي تتميز بها مسيرة الأربعين.