ووصف البرش الوضع في المستشفيات بأنه "غير قابل للتصور"، حيث يضطر المرضى لتلقي العلاج على الأرض بسبب تدمير المنشآت الطبية ونقص الأدوية والوقود والمواد الغذائية، مؤكدًا أن ما يحدث يشكل "جريمة إبادة منظمة".
وأوضح أن الأزمة لم تقتصر على الخسائر الجسدية فقط، بل طالت الجانب النفسي، حيث يعيش الأطفال والنساء صدمات مستمرة، وأسفرت المجاعة عن وفاة 3 بالغين خلال 24 ساعة، ليرتفع عدد ضحايا سوء التغذية إلى 266 شخصًا، بينهم 112 طفلاً.
وأشار إلى أن مستشفى ناصر في خان يونس، الذي يضم 340 سريرًا، يستقبل يوميًا 824 مريضًا، ما يعني ضغطًا يفوق قدراته بأكثر من ثلاثة أضعاف، في ظل سياسة ممنهجة للتجويع تستهدف المدنيين العزل، وهو ما يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية.
وأكد البرش أن نحو 1.2 مليون طفل يواجهون خطر المجاعة، فيما يعاني أكثر من مليون طفل من اضطرابات نفسية، ونصفهم أظهر علامات إصابة باضطراب ما بعد الصدمة.
وأضاف أن عدد الأطفال الشهداء حتى الآن وصل إلى 18,854، مع إصابة 40 ألفًا آخرين، فيما حُرم 914 ألف طفل من التعليم منذ اندلاع الحرب، ليصبح طفل يُستشهد كل 40 دقيقة في القطاع.
اقرأ وتابع المزيد:
واستشهد البرش بالطفل عبد الله أبو زرقة، البالغ من العمر 3 أعوام، الذي توفي بعد معاناته من الجوع ونقله للعلاج خارج غزة في حالة حرجة.
وأوضح أن نحو 500 طفل يتلقون يوميًا علاجًا من سوء التغذية داخل المستشفيات، بينما ينتظر 4912 طفلاً تحويلات عاجلة للخارج لإجراء عمليات جراحية غير متوفرة محليًا، محذرًا من أن حياتهم مهددة إذا لم يُسمح لهم بالسفر فورًا.
وأشار البرش إلى أن أكثر من 7,065 طفلًا يعانون إصابات خطيرة، بينهم 4 آلاف صدرت لهم تحويلات عاجلة، بينما تواجه النساء وضعًا مأساويًا أيضًا، إذ تعاني 107 آلاف حامل ومرضع من سوء التغذية، وأكثر من 60 ألفًا محرومات من الرعاية الصحية الأساسية.
وأضاف أن نحو 9,800 امرأة استشهدن منذ بدء الحرب، منهن 8,990 أماً، إلى جانب إصابة 21 ألفًا آخرين بجروح، بينهم 350 تعرضن لبتر أطرافهن.
وختم البرش حديثه بالتأكيد على أن هذه الأرقام تمثل "إبادة صحية موثقة"، مشددًا على أن الحل الحقيقي يكمن في وقف الحرب ورفع الحصار عن غزة، معتبرًا أن ذلك هو السبيل الوحيد لإنقاذ حياة الأطفال والنساء ومنع المزيد من الدماء.
المصدر: فلسطين أون لاين