ففي رويحينة، القرية الصغيرة الواقعة في ريف القنيطرة الأوسط، توغلت قوة من جيش الاحتلال داخلها، لتعتقل شابين من أبنائها، قبل أن تقتادهما إلى جهة مجهولة.
الحدث، الذي يعد من أبرز الخروقات الإسرائيلية الأخيرة في المنطقة الحدودية، أثار فزع الأهالي، الذين باتوا يخشون أن تتحول مثل هذه العمليات إلى مشهد متكرر، يفرض إيقاعه الثقيل على يومياتهم.
ولم يكن ذلك سوى حلقة في سلسلة أوسع، إذ سبق أن رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عملية توغل مماثلة نفذتها قوة عسكرية من جيش الكيان في منطقة سرية الجاموس، قرب الناصرية بريف القنيطرة الجنوبي، ضمن استمرار الانتشار العسكري الإسرائيلي على طول الشريط الحدودي.
وبالرغم من كل تلك الخروقات، لم تسجل أي مواجهات، غير أن صمت الرصاص لا يلغي صخب المخاوف، خاصة بعدما توغلت قوة أخرى قرب مفرق أبو غارة، شمال شرق الرفيد.
في غضون ذلك نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي مشاهد مصورة، قال إنها لجنود من اللواء447 خلال عمليات ليلية في جنوب سوريا، وذلك بعد ساعات من إعلان الإعلام الرسمي السوري عن تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية تلتها عملية إنزال قرب العاصمة دمشق.
شاهد أيضا.. إنزال صهيوني بريف دمشق يرسم ملامح الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة
تحركات إسرائيلية متلاحقة، يراقبها السكان بعيون متوجسة، يدركون أنها قد تكون مجرد مقدمات لسيناريو أشد قتامة في مقبل الأيام إثر سلسلة الغارات الإسرائيلية المكثفة داخل سوريا، تزامنا مع سيطرة الاحتلال على أجزاء واسعة من المنطقة خط وقف إطلاق النار في الجنوب السوري.
في الوقت الذي تدور فيه محادثات أولية بين الإدارة الجديدة في دمشق وتل أبيب، سربت هيئة البث الإسرائيلية معلومات تفيد بأن تلك اللقاءات لم تقتصر على ترتيبات أمنية فحسب، بل تطرقت أيضا إلى ما هو أبعد من ذلك.
إذ جرى، بحسب ما نقل، بحث احتمال تسليم مزارع شبعا وجبل الروس إلى الإدارة السورية، مقابل تثبيت سيطرة الكيان على الجولان. خطوة يراها مراقبون أنها ليست سوى تمهيد لاتفاق أوسع قد يعيد رسم خرائط النفوذ وحدود الشرعية في المنطقة، على نحو يثير أسئلة أكثر مما يقدم إجابات.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...