صحيفة "هآرتس" العبرية كشفت أن آلافاً من الجنود النظاميين انسحبوا من الخدمة العسكرية منذ بداية الحرب.
أكدت المصادر العسكرية التي تحدثت للصحيفة أن حجم الانسحابات أكبر بكثير مما هو معلن رسمياً، وأن قيادة الجيش تواجه صعوبة متزايدة في احتواء الموقف.
وقال خليل تفكجي وهو باحث بالشأن الإسرائيلي :"إن ما تم الإعلان عنه أن جزءاً كبيراً من الجيش الإسرائيلي بدأ يشعر بالإنهاك، حتى اعترف الجيش الإسرائيلي رسمياً بأنه أُنهِك بشكل كبير جداً بسبب الحرب التي تُعتبر بمثابة مستنقع في قطاع غزة. بالإضافة إلى ذلك، اعترف الجيش لأول مرة بأن أكثر من 20 ألف إسرائيلي قد أُصيب في هذه المعركة، دون الحديث عن القتلى الإسرائيليين. وفي الوقت نفسه، بدأ الجانب الإسرائيلي، وخاصة قوات الاحتياط، يتخلى عن الذهاب إلى المعركة، وهذا دليل على وجود معركة شرسة لا نعرف تفاصيلها الكاملة".
اللافت في هذه الانسحابات أنها لم تعد مجرد تصرفات فردية نادرة، بل تحولت إلى ظاهرة واسعة النطاق خارجة عن السيطرة، الأمر الذي يعكس تراجع الروح المعنوية وضعف الالتزام داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. هذا التراجع يأتي في وقت حساس تخوض فيه "إسرائيل" حرباً طويلة ومكلفة، مما يجعل الجيش أمام تحدٍ غير مسبوق ليس فقط في الميدان، بل في الحفاظ على تماسك صفوفه الداخلية.
شاهد ايضا..بنوك الدم فارغة.. نقص الدم يحصد أرواح المرضى في غزة!
وقال فضل طهبوب وهو محلل سياسي :"أصبح في المؤسسة العسكرية خلاف كبير، بمعنى آخر، استطاع نتنياهو في الفترة الأخيرة تغيير قادة الجيش وهيئة الأركان بشكل عام، حتى وزير الدفاع وقائد الأركان، وأتى بأشخاص مؤيدين له، بعضهم يفتقر للكفاءة العسكرية المطلوبة."
هذا النزيف البشري في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي يسلط الضوء على حجم التحديات الداخلية في ظل استمرار الحرب وقدرة المؤسسة العسكرية على تجاوز تلك الأزمة.
بينما تحاول القيادة الإسرائيلية التقليل من خطورة الأزمة، يزداد المشهد وضوحاً: الجيش يواجه استنزافاً بشرياً ومعنوياً، ويطرح أسئلة عميقة حول مستقبله وقدرته على الاستمرار في حرب استنزاف بلا أفق واضح.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...