في خضم توترات متسارعة على الساحة الأوروبية تلوح في الأفق خطوات عسكرية وسياسية من شانها أن تعيد رسم مشهد المواجهة بين موسكو والغرب، خطوات تحمل رسائل حازمة وتنذر بمرحلة أكثر سخونة.
في هذا السياق أعلن الأمين العام للناتو مارك روته أن الحلف يعتزم إطلاق عملية "الحارس الشرقي" لتعزيز دفاعات الجناح الشرقي لأوروبا بعد اختراق طائرات مسيرة روسية المجال الجوي البولندي، موضحا أنها ستنطلق خلال أيام بمشاركة قوات من دول أوروبية عدة لتعزيز جاهزية الحلف.
وصرح مارك روته قائلا: "سندافع عن كل شبر من أراضي الناتو.. كل شبر من أراضي الحلفاء.. جميع الحلفاء الإثنين والثلاثين، ومهما كانت النية وراء هذا وسواء كان خطأً أم لا فنحن ما زلنا ندرسه."
من جهته أوضح القائد الأعلى لقوات الناتو في أوروبا ألكسوس غرنوكوويتش أن العملية مرنة وخفيفة الحركة وتشمل تعزيز الدفاعات الجوية والبرية وتبادل المعلومات بمشاركة معدات عسكرية متطورة، مؤكدا أنها ستغطي كامل الجناح الشرقي من شمال أوروبا حتى البحر الأسود والمتوسط.
وبينما يصعد الحلف من تحركاته الدفاعية يستعد مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة بطلب من بولندا لمناقشة توغل الطائرات الروسية بدون طيار في مجالها الجوي، والتي وصفتها وارسو بأنها محاولة روسية لاختبار ردها ورد حلف شمال الأطلسي.
في الأثناء تتواصل التعقيدات على مسار الحرب الأوكرانية، إذ لوح الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات تصعيدية ضد روسيا، مبديا إحباطه من تعثر المفاوضات، وقال إن صبره تجاه أداء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأ ينفذ بسرعة.
وبالتوازي مع ذلك مدد الاتحاد الأوروبي عقوباته على مئات المسؤولين والكيانات الروسية، في وقت أعلنت فيه المفوضية الأوروبية عن تخصيص 40 مليون يورو إضافية كمساعدات إنسانية لأوكرانيا.
هذا التصعيد السياسي والعسكري والاقتصادي يشي بأن طريق إنهاء الحرب ما زال طويلا، وأن خريطة القوة في أوروبا لا تزال تكتب بالنار والدخان.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..