هم الذين زرعوا في كل واد وجبل نبض الحياة، وتركوا إرثا لا يزول من العزة والثبات، ليسوا أسماء تحكى بل رموز خالدة تسكن ذاكرة الوطن.
من كل جبهة ومن كل معركة صعدوا نحو المجد تاركين خلفهم قلوبا تتألم لكنها تفتخر، وأمهات وآباء يروون للعالم أن الشهادة هي أسمى مراتب العطاء.
تروي هذه الحلقة قصة عائلة نسجت نفسها في عباءة المقاومة.. أم ولدت مسيحية.. لكن إيمانها بالمقاومة جعلها تخطو خطوات جريئة في خدمة هذا النهج.. وأب كرس حياته لخدمة القضية.. ليكونا معا جذرا متينا زرع في قلب هشام عشق الجهاد.
طفولة هشام إبراهيم بزي لم تكن عادية، فقد شهد بعينيه ظلم الاحتلال يمارس على أمه وأبيه حين اعتقلتهما قوات العدو وزجت بهما في معتقل الخيام.. تلك اللحظات القاسية رسمت على قلبه خريطة العزم، وزرعت فيه بذور الصمود.
نشأ هشام على هذا الأرث النبيل، وتربى على يد الشهيد القائد خالد بزي، وتشبع بروح التضحية والثبات، ليصبح شهيدا صنع مجدا يُحكى عنه للأجيال.
بكل حب وعنفوان سار هشام على خط المقاومة بعد تحرير الجنوب، مقتبسا من الشهيد القائد خالد بزي قيم الجهاد والتضحية.
في حرب تموز دافع عن أرضه بشجاعة لا تلين.. أمه مستلهمة من خطاب الشهيد القائد السيد حسن نصر الله للمجاهدين وتاريخ الإمام الحسين عليه السلام لم تقبل أن تكون من الخاذلين، فأرسلت فلذة كبدها ليكمل المسير، حاملا شعلة الجهاد والثبات على درب الشهادة والكرامة.
ويقول ابن الشهيد: أبي بدأ مسيرته من أيام الاحتلال.. قبل التحرير، بشكل سري مع حزب الله، هنا تحت الشريط، واستمر بعد التحرير مع حزب الله بشكل رسمي، وبدأ مسيرته مع الحاج خالد الذي هو كان القائد بوقتها، وكان قدوة له.
وتقول أمه: كان يذهب دورات.. أنا كنت اجهز له الشنطة، وكنت مبسوطة كثير بذلك، لأنني أمنت على أن إبني يمشي في الطريق الصحيح.
وتضيف: بحرب تموز قال يا أمي أريد أن أتكلم معك حول موضوع.. قلت له ماذا يا حبيبي؟.. قال لي أنا طالب الشهادة.. يعني إذا أذاقني الله الشهادة.. نبهني ألا أندفع كثيرا.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..