وأضاف أمير قطر في كلمته: "كما تعلمون تعرضت الدوحة يوم 9 سبتمبر إلى اعتداء غادر استهدف خلاله اجتماعا للوفد المفاوض لحركة حماس في مسكن أحد أعضائه في حي سكني يضم مدارس وبعثات دبلوماسية، وقد سقط جراء هذا العدوان ستة شهداء من ضمنهم مواطن قطري يخدم في قوة الأمن الداخلي وأصيب ثمانية عشر بجراح".
وتابع قائلا: "كان هذا العدوان انتهاكا خطيرا لسيادة دولة، وخرقا سافرا وغير مبرر للأعراف والمواثيق الدولية، لكن العالم بأسره صدم أيضا بسبب ملابسات هذه الفعلة الشنعاء التي صنفناها إرهاب دولة".
ولفت أمير قطر إلى أنه وخلافا لادعاء رئيس حكومة الاحتلال، لا يدخل هذا العدوان ضمن حق مزعوم في ملاحقة الإرهابيين أينما كانوا، بل هو اعتداء على دولة وساطة صانعة سلام كرست دبلوماسيتها لحل الصراعات بالطرق السلمية، وتبذل منذ عامين جهودا مضنية من أجل التوصل إلى تسوية توقف حرب الإبادة التي تشن على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهو أيضا محاولة لقتل سياسيين أعضاء وفد تفاوضه إسرائيل، وهم عاكفون على دراسة ورقة أمريكية للرد عليها.
وأردف بالقول: "يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال أعضائها.. من الصعب التعامل مع هذه الذهنية التي لا تحترم أبسط المبادئ في التعامل بين البشر.. فتوقع تصرفات أصحابها يكاد يكون مستحيلًا. أليس هذا هو تعريف الحكومة المارقة؟".
سوريا
ودعا امير قطر المجتمع الدولي إلى استغلال الفرصة المتاحة حاليا للوقوف إلى جانب سوريا لتجاوز هذه المرحلة الانتقالية بنجاح.
وأعرب عن ثقته في قدرة الشعب السوري على التغلب على مصاعب المرحلة الانتقالية، ونبذ الطائفية بأشكالها كافة، والعنف وعناصر الشقاق الأخرى، ورفض التدخل الخارجي، لا سيما "المحاولات الإسرائيلية لتقسيم سوريا".
لبنان والسودان
وتحدث أمير قطر عن الوضع في لبنان وتحديدا التطورات الإيجابية التي تمثلت في انتخاب الرئيس العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية، وتعيين الدكتور نواف سلام رئيسا للحكومة، "مما يشكل خطوة هامة نحو استقرار الأوضاع في البلاد".
وأكد مواصلة بلاده الوقوف إلى جانب لبنان وشعبه ومؤسساته ودعم الجيش اللبناني، وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701.
وعن السودان، قال إن شعب السودان ما زال يعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة استمرار العنف، داعيا جميع الأطراف إلى إعلاء المصلحة الوطنية العليا والانخراط في حوار شامل يقود إلى سلام مستدام، ويحفظ وحدة السودان واستقلاله وسيادته، ويحقق تطلعات شعبه في الأمن والاستقرار والتنمية.
الأمم المتحدة
وصرح أمير قطر بأن منظمة الأمم المتحدة أنشئت منذ ثمانية عقود بناء على عدد من القواعد والمبادئ التي توصلت إليها الإنسانية بعد حربين عالميتين، وتقوم هذه القواعد على الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، واحترام كرامة الإنسان وسيادة الدول وشؤونها الداخلية، والتعاون الدولي لما فيه خير شعوبنا والبشرية.
وأوضح أن تراجع منطق النظام الدولي هذا أمام منطق القوة يعني السماح بتسيد حكم الغاب حيث تغدو مفاهيم القانون والعدالة نافلة خارج السياق، وحيث يحظى المتجاوز على الآخرين بامتيازات لـمجرد أن بوسعه فعل ذلك.
المزيد: آلاف الأطفال والنساء دفنوا في غزة والقانون الدولي مدفون معهم
وذكر أن هذه هي الواقعية السياسية الجديدة التي اختزل تعريفها ليصبح مقتصرا على مسايرة القدرة على فرض الأمر الواقع.
وشدد على أن هناك قصر نظر كارثي في هذا السلوك، فمرتكب التجاوزات في العلاقات الدولية يعتبر أن التسامح معه ضعف، ويعد المتسامح مع تجاوزاته عاجزا.
وأكد الشيخ تميم أن الموضوع الذي ينبغي أن يتصدر النقاش في المؤسسات الدولية حاليا هو كيفية استعادة نظام الأمن الجماعي قوته وفقا لميثاق الأمم المتحدة، وعودة الفاعلية للشرعية الدولية.