وتواجدت كاميرا العالم في المنطقة التي وصل إليها النازحون الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، بعدما انقطعت بهم السبل ولم يجدوا أي مكان للإيواء.
وأشار محمد البلبيسي مراسلنا في قطاع غزة إلى عائلة فلسطينية وصلت إلى هذه المنطقة وجلست في هذا المكان. الوضع صعب جداً ومؤلم - الأطفال والكبار والنساء في وضع صعب.
عند سؤال أحد النازحين عما جاء بهم إلى هذه المنطقة، أجاب: "كنا جالسين في الكتيبة، وبدأ إطلاق النار، فخرجنا إلى الشارع. الآن نحن هنا قاعدون، وأطفالنا نائمون في الشارع. إبنتي معي وزوجتي معي وابني معي، وها نحن في الشارع قاعدون."
وقال مراسلنا:" هذه هي الصورة هنا في هذه المنطقة. هؤلاء الأطفال، ومن بينهم طفل لم يتجاوز ثلاثة أشهر، ووالدته تقف الآن لا تستطيع أن تؤمن مكاناً آمناً.
تقول إحدى النازحات: "خرجنا من الكتيبة ومن تل الهوى، والله العظيم كانوا يقصفوننا بالأحزمة النارية وبالصواريخ، وخفنا من الشظايا. البيت تدمر وذهب، وها نحن الآن قاعدون في الشارع. أين سنذهب؟ لا يوجد مكان نهائياً، أين سنذهب؟"
شاهد أيضا.. الأونروا: طفل من كل ثلاثة بغزة لم يتناول طعاما خلال 24 ساعة
وعند سؤال نازح عن الوجهة المقبلة لهم، يجيب: "حسبنا الله ونعم الوكيل، لا نعرف ماذا نقول أو ماذا نفعل. ذووُنا راحوا وأولادنا راحوا وأبي استُشهد، وها نحن نزحنا عدة مرات إلى الجنوب. هذه المرة الثانية، ولا يوجد حل. العالم مُلقى في وسط الشارع ولا يوجد مأوى."
وقالت نازحة فلسطينية: "خرجنا من تل الهوى، وجاء علينا الجنود وقصفونا، وبدأوا يلقون علينا المنشورات التي تطلب منا الخروج. جئنا إلى الجنوب وها نحن جالسون في الشوارع. نحن هنا منذ الساعة الثامنة صباحاً وحتى الآن، مُلقون في الشارع. انظر إلى هذا الطفل المسكين الذي مات من شدة البرد وهو نائم على الأرض."
هذه هي الصورة الآن في قطاع غزة: لا مكان لإيواء النازحين الذين يصلون تباعاً إلى هذه النقطة من المدينة، فيفترشون الأرض لعدم وجود أي مكان لإيوائهم. الاحتلال الإسرائيلي أجبرهم على النزوح تحت النار ليجلسوا في المفترقات والشوارع، باحثين عن خيمة لإيواء أطفالهم في ظل استمرار هذه الحرب التي قتلت كل شيء.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...