من اللقاء الحاسم بين السيد حسن نصر الله والسيد عباس الموسوي بدأت مسيرة لا تعرف التراجع، مسيرة رجال صاروا أركان الانتصار.. أبوطالب، وأبو نعمة، والشيخ نبيل قاووق.
هنا نروي ملحمة القادة والسيد لنؤكد أن لبنان المقاومة باق ما دام دم الشهداء يتحول الى أفق جديد يشرق بالنصر.
السيد حسن نصر الله والسيد عباس الموسوي
في لحظة التقاء القدر بالقدر، اجتمع السيد حسن بالسيد عباس الموسوي، بداية لم تكن عابرة، بل منعطفا حاسما في تاريخ المقاومة.
من ذاك اللقاء ولدت مدرسة قوامها الدم والفكر والعقيدة وارتسمت ملامح طريق سيقود أمة بأسرها نحو الانتصار.
بين القائدين علاقة معلم وتلميذ لكنها سرعان ما تحولت الى علاقة رفيقين في الدرب.. حيث امتزجت الحكمة بالبصيرة والدمعة بالبندقية.
ويحكي ياسر نجل السيد عباس الموسوي:
أول مرة التقى السيد حسن بالوالد الشهيد بالنجف الأشرف وكان سماحة السيد يدرس وكان يحمل بعض الرسائل لبعض المراجع. فسأل يوما سماحة السيد حسن من يقدر يوصلني لهذه الشخصيات. قالوا له فلان شخص أي السيد عباس الموسوي. فراح عنده في البيت.
فمجرد ما رد عليه الوالد صار يحكي معه باللهجة العراقية، فتبسم الوالد قال له خذ راحتك أنا من النبي شيت من بيت الموسى، وبدأت العلاقة من هون من هذه أول لقاء.
كان بيقول سماحة السيد حسن هذه العلاقة كانت هي علاقة أبوية استمرت إلى ما بعد رجوع سماحة السيد من النجف، فالسيد بس وصله على المطار طبعاً رجع جمع هذه المجموعة التي كان هو مشرف عليها ومن ضمنه سماحة السيد الله قدس الله روحه، سيد حسن.
هذه المجموعة هي نفسها فيما بعد أصبحت النواة الأولى لتأسيس حزب الله وبالفعل كبرت هذه المسيرة وأصبح حزب الله بتشكيلاته فيما بعد العسكرية والجهادية وحضوره القوي بين الناس أعطى مشروعية. لأن الاحتلال هو اعتدى على هذه الارض الطاهرة. وفات واحتل القرى والاخرى وبالأخير فات على مدينة بيروت. وعاد توسع باتجاه الجبل. فاصبح لزاما على المؤمنين والمجاهدين والشرفاء في هذا البلد أن يكون هناك ردعا لهذا العدو.
وبالفعل بدأ تأسس المقاومة لذلك أعلن علنا بالـ 82 ولكن إرهاصات المقاومة مثل ما نحكي قبل 82 حتى العمل الجهادي للسيد ولا سماحة السيد حسن وأول مرة تكلف فيها بمسؤولية عسكرية بأيام حركة أمل، حركة المحرومين برعاية الإمام السيد موسى الصدر يعني حتى السيد ببدايات المرحلة أنا شاهدت وما أحد قال لي، كان بس نزل بالمسيرات بمدينة بعلبك. سماحة السيد يلقط الميكروفون وصار هو يبادر جيد وهو يقول الشعارات والناس تردد وراه... الناس كانت مع سماحة السيد منذ البداية أكثر حباسة عندما يطلق أي شعار. حتى بدك تشوف أنت سعة السيد عباس وسيد حسن. هون المهم. أنه السيد كان شايف في مشروع القائد منذ البدايات.
الشيخ نبيل قاووق
الشيخ نبيل قاووق كان القائد العالم الذي جمع بين نور البصيرة وسطوة السلاح، رجل خطب في الناس كما قاتل في الجبهات، زرع في القلوب يقين النصر كما زرع في الميدان رعب الهزيمة، شكل بحضوره جسرا بين الفكر والميدان بين المنبر والمتراس حتى صار صورة من صور القائد الكامل الذي لا يغيب...
ويقول أبو حسين ناصر مسؤول منطقة الجنوب الأولى:
أكيد سماحة الشيخ نبيل قدس الله سره يعني هو النشأة كانت ببيروت ثم انتقل إلى قم بالدراسة الحوزوية أنا تعرفت على مجيئه على جنوب هو بـ92 تقريباً أواخر 1992 وبدأ عمله التنظيمي بجنوب بهذا الوقت.
بالفترة الاولى تولى مسؤولية نائب مسؤول المنطقة. مسؤول منطقة جنوب كلها. كان جنوب منطقة وحدة. يعني من صيدا الى النقورة. واشتغل فترة طويلة كان نائب. وكان له حضور فاعل حقيقة على الارض. له يعني فعالية عالية جدا. ونشاط فاعل. ثم استلم مسؤولية المنطقة. وأصبح مسؤول المنطقة جنوب حوالي عام 1995-1996 .
وفي نفس الساعة بدأ عمله على مستوى مسؤول المنطقة بكل الظروف التي كانت موجودة انذاك، حيث بوقتها كان عندنا حزام أمنى، كان فيه عمليات كان فيه مقاومة كان فيه تحدي كبير. كان يستشهد الناس ويتعرضون للتهديد بالقرى المحاذية. وكان الشيخ أكيد بهذا الملف هو فاعل بشكل كبير جداً.
من ناحية يعني رعاية العمل المقاوم وحضوره الفعال مع الإخوان المقاومين حتى ببعض العمليات، وأما من ناحية أخرى أيضا كان له حضور بشكل فاعل في تشيع الشهداء آنذاك، وزيارة العوائل.
طبعاً خاضت كمان سماحة الشيخ الحروب التي حصلت بجنوب كلها يعني من سنة 1993 للـ 96 للـ 2000 يعني إدارة تحرير الـ 2006 يعني هذه الحروب كلها كان هو مسؤول منطقة فيها.
ومن أقوال الشيخ نبيل قاووق: "من يدعم المقاومة لن يزداد إلا كرامة وعزة وشرفا، ومن لا يريد أن يدعم المقاومة لن يزداد الا حسرة".
ويتابع أبو حسين ناصر: كان عنده شجاعة خاصة وكان يعطي المعنويات بشكل كبير، سماحة الشيخ هو إنسان في الحقيقة إذا تنظر على مستوى العمل تجده من الناس العاملين بشكل كبير، يعني كان يتعب ليل ونهار يعني مثلاً كان عنده راحة خاصة كان يرتاح بشكل يعني حس انا انه كان دائما فيه تواصل. خاصة ان احنا كنا بجبهة حساسة. لاي وقت تحكيه تجده حاضرا، بالليل بالنهار على الفجر الصبح. على طول موجود.
ايضا سماحة الشيخ على مستوى العلاقة مع الإخوان المجاهدين بوقتها. كان عنده علاقة مميزة. كان يرعى كل العمليات. كان يكون حاضر حتى بالميدان. كان يتابع والعمليات اللي هي نوعية وكبيرة جداً. كان يكون موجود فيها. وكان يزور كل مواقع المجاهدين ومراكزهم ويطلع عليهم.
حتى بعد ما انتقل سمحت الشيخ بالمنطقة يعني بالـ 2010 هو انتقل على شغل آخر ببيروت وتولى مهام نائب مسؤول التنفيذ، لم يترك متعلقاته بالمنطقة يعني الفقراء ظل يتواصل معهم بقي يخصصهم إمكانات، بقي يحضر بالمنطقة، بقي يتعاطى بشكل أو بآخر<
في حرب الإسناد كان سماحة الشيخ كمان فاعل بشكل كبير رغم أنه هو استلم مسؤولية على مستوى الأمن الوقائي بحزب الله مسؤولية لم تكن صغيرة وكان يخصص كل ما يستشهد شهيد بالإسناد كان يحضر".
أبو طالب
أبو طالب اسم كالصدى في ميادين المواجهة رجل سار على خط النار كأنه يمشي على أرض آمنة لا تزلزله القذائف ولا تردعه المدافع، كان حضوره جدارا يحمي رفاقه وغيابه شعلة تضيء الطريقة لمن بعده.
...
إذا ما غاب السيد يبقى لبنان أمام امتحان البقاء، لكنه لبنان الذي خبر الانتصار مراراً وعرف أن الشهداء لا يرحلون بل يتحولون إلى رايات ترفرف فوق الميادين، إنه لبنان المقاومة الذي لا ينكسر ولا يتعب بل ينهض دائماً من تحت ركام كطائر الفينيق ليعلن للعالم أن هذه الأرض كتبت لها السيادة بدم قادتها.
...
المزيد من التفاصيل في سياق الفيديو المرفق..