هو سيد المقاومة وصانع مجدها، وهو المقاتل منذ نعومة أظافره في ميادين العلم والجهاد، تعلم في الحوزات العلمية في لبنان والعراق وإيران، وانخرط في صفوف المقاومة بداية من حركة أمل ثم عضواً في مكتبها السياسي، ثم مشاركاً في تأسيس حزب الله رفقة صديق دربه السيد عباس الموسوي، ليتم اختياره أميناً عاماً بعد اغتيال السيد الموسوي، وهي مسيرة قادها لثلاثين عاماً كقائد لبناني ساعي لوحدة لبنان في وجه المؤامرات والأخطار المحيطة، ليتجاوز بمكانته من أمين عام حزب إلى القائد الوطني الملهم.
30 عاماً كان فيها سماحة السيد مشرفاً مباشراً على تطوير قدرات حزب الله، مرورا بتعبئته وصولاً لسجل حافل من العمليات البطولية التي نفذها مقاتلو حزب الله ضد العدو، يتوج هذا العطاء بانسحاب العدو صاغراً من لبنان عام 2000. عرف سماحة السيد بالمساند دائماً لفلسطين وشعبها في محطات قتاله، وهو إسناد تجاوز الموقف وامتد للتعاون المباشر مع فصائل المقاومة الفلسطينية تدريباً وخبرات وتخطيطاً وإسناداً بالنار أيضاً.
في العام 2006، ينفذ حزب الله عملية أسر لجنود العدو، فيشن العدو حرباً على لبنان والغرض إنهاء القدرات العسكرية لحزب الله، فيقود السيد هذه المرة معركة ينتصر بها على العدو ويجبره صاغراً على الانسحاب والخضوع لشروط المقاومة في حرب كانت كلمة الفصل فيها هي الفيصل للسيد حسن نصر الله. ولعل ضرب البارجة الإسرائيلية شكلت أكبر صدمة للاحتلال في الحرب، في اللحظة التي دعا السيد فيها العدو لمتابعتها على الهواء.
لم يتوقف سماحة السيد عن الجهاد والمقاومة، محارباً العدو من ناحية، ومن ناحية أخرى مواجهاً قوى الظلام والإرهاب التي حاولت العبث بسوريا والمنطقة، حامياً لمنجزات شعوب مثلت حصناً للمقاومة وشوكة في حلق الاستعمار.
وفي ميادين الاستجابة لنداء الواجب، لبى السيد نداء غزة وطوفانها وقاد جبهة إسناد غزة منذ اللحظات الأولى للحرب، وهي جبهة لا زالت مفتوحة، بذل فيها السيد حسن نصر الله دمه في سبيلها تاركاً وصية لرفاقه بأن فلسطين هي البوصلة، ومؤكداً بأن محور المقاومة الذي كان أبرز أنجمه قادر على المواصلة وايلام العدو وكسره، وهو يقين متجذر لدى كل مقاتل ومقاوم في أمة سيد شهدائها نصر الله.