تتويجًا لرحلة الوفاء والعطاء اليمنية طوال فترة العدوان على غزة منذ عامين، يستنفر أبناء الشعب اليمني اليوم كبارًا وصغارًا مُباركين لأبناء غزة صمودهم الذي أثمر، وإسنادًا لهم حتى في مرحلة التفاوض. وتأكيدًا على يقظة الشعب اليمني لأي احتمالات قد تنتج عن هذه المفاوضات سلبًا أو إيجابًا.
وقال متظاهر "نتوجه إلى إخواننا في فلسطين وفي غزة مُباركين لهم بهذا الانتصار العظيم، مُباركين لهم بهذه الثمرة العظيمة من الانتصار والصمود".
وقال امين مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية، حسن شرف الدين، ان "هذا اليوم له خصوصية كبيرة لدى أبناء الشعب اليمني، فهو اليوم الذي يتبع إعلان وقف الحرب ووقف العدوان على إخواننا المجاهدين الأبطال في غزة. ويأتي هذا الخروج كما قال السيد عبد الملك، تتويجًا لنضال وإسناد لمدة عامين، وكان الضمير الأمّة العربية والإسلامية قد اضمحل، وقد غاب الوازع الديني. والحمد لله أن سطر الشعب اليمني هذا الموقف مع المجاهدين الأبطال في غزة".
يتنافس اليمنيون في مئات الساحات تلبيه لدعوة السيد عبد الملك الحوثي، بعد عامين من النفير الشعبي والعسكري الذي لم يتوقف بزخم لا نظير له، يمتد من الساحة الرئيسية في صنعاء إلى مئات الساحات المنتشرة في مراكز المحافظات، والمناطق النائية في الحديدة وصعدة وحج وعمران ودمار والبيضاء وتعز وأب ورينة والمحويت ومأرب والجوف. كل محافظة كانت ولا تزال تخرج وكأنها المسؤول الوحيد عن الإسناد.
وقال المحلل السياسي،عارف العامري، ان" وكما قال سماحة السيد المولى بالأمس، إن اليمن ستبقى هي الضامن الميداني. يأتي هذا الخروج أيضًا ليؤكد أنه يتوافق وينتمي إلى كافة الإجراءات التي تتخذ من قبل القيادة الثورية والقيادة السياسية والقيادة العسكرية".
ملامح الغضب ومبادئ الوفاء لم تكن لحظية أبدًا ولم تصبح مؤقتة مع مرور الوقت وطول المدى، بل إنها كانت تتشكل في وجوه اليمنيين المحتشدين. ملامح كل مرحلة من المواجهة كانت لهتافات وتصريحاتهم الإعلامية التي ظلت محفورة في قلوب مسيراتهم بعد كل إنجاز وعند كل شدة.
ربما يفتقد هذا الميدان وغيره من الميادين هديل الجماهير اليمنية في الجمعة القادمة، وربما لا. كل ذلك يعتمد على التزام العدو الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار من عدمه، وبناءً على ذلك يحدد الشعب اليمني موقفه وحدود معركته.