في كل موسم زيتون تتحول الأرض إلى ساحة معركة جديدة؛ فما إن يحين موعد القطاف حتى تبدأ جولة أخرى من الصراع على الذاكرة والملكية. هذا الموسم في الضفة الغربية لم يعد موسم حصاد فحسب، بل موسم مواجهة مع استيطان يسعى لحصد الأرض قبل الثمار.
يقتحم المستوطنون، تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، الحقول ويعتدون على المزارعين؛ ليس لسرقة الزيتون فحسب، بل لاقتلاع الأرض نفسها من أصحابها، ومحو الانتماء والذاكرة المرتبطة بالشجرة. ومع كل موسم قطف، تتصاعد خطوات الاستيطان في محاولات لضم الأرض وطمس الموروث الفلسطيني المرتبط بأشجار الزيتون.
ويقول مزارع من الضفة: "نحن مضحون من أجل هذه الأرض — من أجل الشهداء والجرحى والأسرى — لذا لا بد أن نحافظ على عهدهم. من واجبنا التمسك بهذه الأرض لأن الذين سبقونا ناضلوا من أجلها".
ورغم الاعتداءات والتهديدات، يواصل الفلسطينيون قطف زيتونهم في ظل مخاطر جسيمة، مؤكدين أن الجذر أقوى من الجدار، وأن ما زُرع بالصبر لا ينتزع بالقوة. يتحول موسم الزيتون هذا إلى شهادة بقاء ورسالة صمود، وتحوّل الشجرة إلى وثيقة تثبت أن الزمن لم يغير اتجاه الجذور.
التفاصيل في الفيديو المرفق..