وأفاد فارس الصرفندي، ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي شنت حملة تضييق "شيطانية" جديدة بحق عائلات الأسرى الفلسطينيين، وذلك بإصدار قرارات منع سفر بحق ذويهم لـ "أسباب أمنية"، هدفها حرمانهم من لقاء أبنائهم المفرج عنهم أو الذين ينتظر الإفراج عنهم في الخارج.
وأکد مراسل العالم أن منع السفر طال عدداً كبيراً من أقارب الأسرى، بما في ذلك الأبناء، والزوجات، والأخوة، الذين كانوا ينوون السفر إلى مصر تحديداً، حيث تتم إجراءات الإفراج أو الاستقبال في إطار الصفقات الأخيرة.
وقدّم الصرفندي مثالاً مؤثراً لفتاة، هي ابنة أحد القادة الكبار في كتائب شهداء الأقصى، التي ولدت قبل اعتقال والدها بثلاثة أو أربعة أشهر، أي قبل نحو 24 عاماً.
وأشار الصرفندي إلى أن الفتاة أنهت مؤخراً دراسة الحقوق وأصبحت محامية، وحاولت يوم أمس السفر إلى مصر للقاء والدها الذي أبلغها بقرب الإفراج عنه، إلا أن الجانب الإسرائيلي أبلغها عند معبر الكرامة بأنها "ممنوعة من السفر لأسباب أمنية" حتى لا تلتقي بوالدها.
ووصف مراسل العالم الموقف بأنه يمثل حالة من "القتل المعنوي"، إذ تمنع الفتاة من رؤية والدها للمرة الأولى بعد عقود من السجن، وهي تحمل شهادتها في القانون.
وأكد فارس الصرفندي أن سياسة منع السفر طالت أيضاً أسراً أخرى، مستشهداً بالأسير المُفرج عنه إبراهيم شلش من بلدة شقبة، والذي أُفرج عنه يوم أمس.
وقال الصرفندي إن أحفاد شلش، الذين يبلغ عمر أكبرهم 13 عاماً ولم يروا جدهم قط، مُنعوا أيضاً من السفر للقائه، بعد وضع أسمائهم على قوائم الممنوعين من السفر منذ أكثر من ستة أشهر.
وأرجع مراسل العالم هذه الإجراءات إلى الإدارة المدنية الإسرائيلية التي أعلنت صراحة أنها ستمنع كل الفلسطينيين "الذين يتوقع أن يلتقوا بـ’إرهابيين‘ في الخارج" من السفر عبر معبر الكرامة. ووصف الصرفندي هذه الممارسات بأنها "أساليب شيطانية" تهدف إلى التضييق وقتل الفلسطيني "مئة مرة" وهو في مكانه وحرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية.