آلة الاحتلال الإسرائيلي عادت لتخرق هدوء الضفة الغربية بحملة عسكرية عنيفة امتدت عبر عدة مدن، إلا أن مدينة طوباس شمالي الضفة تصدرت المشهد كمسرح لتصعيد غير مسبوق.
جاء ذلك بعد استهداف قوة عسكرية إسرائيلية بعبوة ناسفة قرب مفرق تياسير، أسفرت عن إصابة جنديين، ما أثار رد فعل عسكري واسع وشامل.
واقتحمت قوات الاحتلال بآليات ثقيلة وجرافات هندسية مدججة، مدينة طوباس من محاور متعددة، وفرضت حصارًا خانقًا على المدينة وأغلقت مداخلها، وسط مشاهد مروعة لتدمير ممنهج للبنية التحتية.
جرافات الاحتلال مزقت الطرق الرئيسية والفرعية، وحوّلت شوارع حيوية إلى أكوام ترابية، في محاولة واضحة لعزل المدينة عن محيطها الريفي وتجفيف منابع الحياة اليومية.
كما شهدت الأحياء السكنية مداهمات عنيفة، اقتحمت خلالها القوات احتلال عشرات المنازل، محولة بعضها إلى ثكنات عسكرية، وسط عمليات اعتقال طالت شبابًا من المدينة.
ولم تقتصر الاجتياحات على المنازل، بل فُجّرت قوات الاحتلال شقة سكنية بعد محاصرتها لساعات، مخلفة دمارًا واسعًا في البناية، في مشهد يعيد إلى الأذهان قسوة سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها سلطات الاحتلال.
اقرأ ايضا..الاحتلال يجرف شارعا رئيسا وسط مدينة طوباس ويغلق مدخلها الجنوبي
وكذلك امتدت التداعيات إلى الساحة التعليمية، حيث أعلنت مديرية التربية والتعليم في طوباس تحويل الحصص إلى التعليم الإلكتروني حرصًا على سلامة الطلاب والمعلمين، في ظل استمرار العمليات العسكرية العنيفة.
وفي مدن الضفة الأخرى، لم تتوقف موجة الاعتقالات، فشهدت سلفيت ونابلس والخليل عمليات اقتحام واعتقال طالت نساءً وأطفالًا، إلى جانب تصاعد اعتداءات المستوطنين المسلحين، ما زاد من توتر الأجواء في ظل تحذيرات من انفجار شامل في المنطقة.
هذا التصعيد العسكري، الذي يُظهر استمرار سياسة الاحتلال في فرض العقاب الجماعي وتدمير مظاهر الحياة الفلسطينية، يضع الضفة الغربية على شفير مرحلة جديدة من الاشتباك المتصاعد، وسط مخاوف من اتساع رقعة المواجهات.