في هذا الصدد، أوردت الجريدة البريطانية “فاينانشيال تايمز” اليوم الاثنين أن الاجتماع الأخير الذي استمر قرابة ساعتين ونصف الساعة بين ترامب وزيلينسكي لم يكن سهلاً ولا ودياً. فقد حث ترامب زيلينسكي على ضرورة قبول الشروط التي فرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتحقيق وقف لإطلاق النار يقترب من نهاية الحرب. في هذا الصدد، حاول ترامب إقناع زيلينسكي بالتنازل عن دونباس التي تشمل مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، بحجة أنه إذا لم يقبل شروط موسكو، فإن زعيم الكرملين سيأمر بـ” تدمير“ أوكرانيا. وتبرز الجريدة كيف أن ترامب حذّر زيلينسكي من أن استمراره في السياسية الحالية سيقود الى الكارثة التي تعني تدمير أوكرانيا.
وتكملة لهذا، كانت جريدة “واشنطن بوست” قد أوردت أنه خلال المكالمة الهاتفية الأخيرة بين ترامب وبتين، طرح الأخير أنه مستعد للتنازل عن أجزاء من زابورجيا وخيرسون، وهما مقاطعتان أيضا في شرق أوكرانيا، مقابل السيطرة الكاملة على دونباس وخاصة مقاطعة دونيتسك.
وحول هذه التطورات، يبرز المسؤول السابق عن العلاقات الخارجية والدفاع في المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل في عرض له هذا الاثنين في برشلونة ضمن لقاء دولي حول الأوضاع في العالم، أكد” في رأيي، ترامب وبوتين لديهما اتفاق، وترامب مكلف بجعل زيلينسكي يقبله“. ويؤكد استنادا الى مصادره التي تلتقي مع الجريدة البريطانية أن ترامب يريد أن يفرض على زيلينسكي التخلي عن أراض أوكرانية لصالح موسكو أو ستتعرض بلاده للتدمير. وتساءل، إذا قررت روسيا تدمير أوكرانيا هل ستحول أوروبا دون ذلك.
وعمليا، يبقى البنتاغون الأكثر معرفة بالمخططات والقوة الحقيقية للجيش الروسي في هذه الحرب. وكان البنتاغون قد حذر في يناير 2022 بأن روسيا اتخذت كل الإجراءات لغزو أوكرانيا وخاصة شرق البلاد، ثم شدد في نهاية 2022 بأنه هزيمة روسيا في هذه الحرب عمل غير وارد نهائيا بحكم قوة الجيش الروسي. والآن تؤكد واشنطن، وذلك اعتمادا على تقارير البنتاغون، بأن موسكو قد ترفع من إيقاع الحرب وتتقدم نحو وسط البلاد وتدمر بشكل مرعب البنيات التحتية الأوكرانية. ووفق تقديرات لا يستعمل الجيش الروسي كل قواته، تحسبا لاندلاع حرب مع أوروبا.