قُطعت الشجرة عام 2005، وبعد عشرين عاماً قُطع الطريق إليها. وما بين القطعين، ظلت محفوظة شتاية من قرية سالم شرق نابلس تسير على خطى الجذر في غيابها، كمن يحرس ذاكرة الأرض من النسيان.
تقول محفوطة: "أنا منذ خمسة عشر عاماً مع والدي في الأرض وفي الفلاحة، أقطف الزيتون وأعمل في كل شيء. هذا كله مضى عني - لا أحد يدعمنا ولا أحد يساندنا. دول أجنبية تقيم مظاهرات من أجل فلسطين ومن أجل الغزو، بينما الدول العربية عديدة لكن لا توجد دولة عربية واحدة تقف مع فلسطين أو مع أرضها أو مع شعبها." منوهة أن شجرة الزيتون مثل الشهيد".
قبل عام مضى، كانت هناك بين أشجار الزيتون التي عادت للحياة بعدما قطعها المستوطنون. لم تكن تعرف أنها المرة الأخيرة قبل أن يقيم الاحتلال الإسرائيلي حاجزاً بينها وبين جذورها.
شاهد أيضا.. روبيو: نعمل لإنشاء قوة دولية لاستقرار القطاع بمشاركة دول تؤيدها 'إسرائيل'
وقالت محفوطة:"لولا شجرة الزيتون ما ثبتنا في أرضنا، وما بقينا فيها، وما تركونا نبقى فيها. ما الذي يثبتنا؟ إننا وشجرة الزيتون واحد - نحن زرعناها وتعبنا عليها. الأرض لنا والزيتون لنا، وهم الذين جاؤوا علينا. أصبحنا نستأذن منهم ليتركونا نذهب إلى أرضنا. أخذ المستوطنون طرقنا منا، لكن الأرض تبقى لنا ولا نستغني عنها. لو لم يقطعوا ولم يقتلوا ولم يحرقوا الزيتونات، الله يعوض، لكننا نبقى محافظين على أرضنا ولا نتركها."
محفوظة شتاية بين الزيتون والجدار ليست مجرد امرأة - إنها واحدة من آلاف الحكايات الفلسطينية، حيث تحول موسم الزيتون من موسم حياة وحصاد إلى موسم مواجهة وحرمان وإثبات - إثبات أن الأرض والجذور باقية، وأن الهوية لا تموت مهما حاول الاحتلال أن يبعد صاحبها عن أرضه.
الأرض تُحب حتى من وراء الجدار. حكاية الحاجة محفوظة عشتية التي بكت زيتونها قبل عشرين عاماً، تعود اليوم وهي تُمنع من لمس ترابها.
التفاصيل في الفيديو المرفق..