رغم ذلك، ما زالت أمه تؤمن أن اللقاء حتمي، وأن دفء قلبها يصل إليها حتى لو مكث يوسف في الثلاجات. وداع ناقص، جثمان محتجز، قبر فارغ ، حضن لم يتحقق، وعذاب كبير للأهل الذين يظل الأمل معهم رغم احتجاز الجثامين.
وفي منزل آخر، تعيش أم عدي، النازحة من مخيم جنين، فقدت ابنيها لؤي وعدي واحتجز الاحتلال جثمانيهما. هي تبكي على معالم وجههم التي اختفت، وتواجه صعوبة التعرف عليهم بعد الاحتجاز الطويل.
تقديرات عدة تشير إلى أن عدد الجثامين الفلسطينية التي تحتجزها سلطات الاحتلال في ثلاجاتها ومقابر الأرقام يصل إلى نحو 676 جثمانا، من بينهم أكثر من 60 طفلاً و10 نساء. هذه الأرقام لا تشمل جميع الحالات، لكنها تعكس استمرار سياسات احتجاز الجثامين التي تطيل انتظار الأمهات في منازل الشهداء الغائبين.
لا كلمات تواسي أمهات فقدن أبنائهن ولم يودعنهم، ولا وصف يشرح حجم الوجع أو انتظار وداع لم يتحقق، في ممارسة احتلالية تزيد الألم وتترك أثرها العميق على العائلات الفلسطينية.