غزة بين هدنة هشة وضغوط دولية. عرضٌ أمريكي جديد قُدم إلى حركة حماس عبر وسطاء مصريين وقطريين، يقضي بالسماح لمقاتلي الحركة بالانتقال من مناطق تحت الاحتلال الإسرائيلي إلى أخرى داخل القطاع، خلف ما يسمى الخط الأصفر.
وفق موقع اكسيوس الاميركي تقول واشنطن إن الهدف هو تثبيت وقف إطلاق النار، وانه تمَ إبلاغ حركة حماس بإجلاء عناصرها من المنطقة الواقعة خلف الخطِ الأصفر بغزة خلال أربع وعشرين ساعة على ان يبدأ بعدها ضرب اهداف تابعة للمقاومة.
لكن الميدان يروي قصة مختلفة، قصف متواصل، ومجازر متكررة طالت أكثر من مئة شهيد فلسطيني خلال أيام، بينهم نساء وأطفال، بعد ما وصفه الجيش الإسرائيلي بـرد مشروع.
بينما تبرر تل ابيب ما تصفه بـتطهير جيوب المقاومة، تكشف واشنطن بوست عن تقرير سري لوزارة الخارجية الأمريكية يوثق مئات الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة في غزة، مخالفًا لقانون ليهي الأمريكي الذي يمنع تمويل الجيوش المتورطة في جرائم حرب.
تقريرٌ يقول محللون إنه قد يُطوى في الأدراج، كما طُويت من قبل عشرات الملفات، ليظل الكيان الاسرائيلي فوق المساءلة.
في المقابل، تتحرك الدبلوماسية القطرية في محاولة لتثبيت وقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية، بينما تتحدث الصحف العبرية عن خطط لنشر قوة دولية في غزة، وهو مشروع تراه تل أبيب وسيلة لإعادة هندسة القطاع أمنيًا وسياسيًا، تحت غطاء دولي، وصولًا إلى هدفها الأبعد: نزع سلاح المقاومة.
ما بين ممراتٍ آمنة وقواتٍ دولية وتقارير حقوقية مدفونة يبدو أن غزة تواجه مرحلة جديدة من إعادة رسم خرائط السيطرة، لكنّها وكما أثبتت مرارًا تظلّ تصنع معادلتها الخاصة: لا استقرار دون عدالة، ولا سلام تحت الاحتلال.
هدنةٌ هشة تتنفس بصعوبة تحت نيران لم تنطفئ بعد، وضغوطٌ دولية متشابكة، وقطاعٌ محاصر يواصل الصمود رغم كل شيء.
شاهد ايضا.. غزة على حافة الهلاك... الجوع يفتك بالسكان رغم وقف الحرب!