جاءت هذه الخطوة بعد يوم من اعتراف قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الشهير بـ"حميدتي"، بوقوع أعمال عنف في مدينة الفاشر، متعهداً بالتحقيق مع مرتكبيها.

وفي وقت لاحق، قال مسؤول أُممي رفيع المستوى، إن قوات الدعم السريع أبلغت أنها ألقت القبض على مشتبه بهم في ارتكاب هذه الأعمال العنيفة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الاثنين، إنه تلقى "تقارير عديدة موثوقة تفيد بارتكاب إعدامات ميدانية" على أيدي قوات الدعم السريع في الفاشر.
لكن الدعم السريع نفت، على لسان عمران عبد الله مستشار قائد القوات شبه العسكرية، في حوار مع بي بي سي، استهداف المدنيين.
وفي الفيديو الذي نشرته قوات الدعم السريع، ظهر أبو لولو منقاداً وسط حراسة مكثفة إلى سجن شالا غربي الفاشر والذي يشتهر بظروفه القاسية.

وقال أحد عناصر الدعم السريع في الفيديو: "أُلقي القبض على أبو لولو وسوف يخضع لمحاكمة عادلة وفقاً للقانون".
وباستخدام صور الذكاء الاصطناعي، تحققت بي بي سي من إيداع أبو لولو في حبس انفرادي داخل سجن شالا، وعلى وجه التحديد في الزنزانة الرابعة من أقصى الشرق.
واشتهر أبو لولو عبر مقاطع فيديو مروعة منتشرة على منصات التواصل الاجتماعي توثق عمليات إعدام ميدانية بدم بارد لضحايا يتوسلون إليه من أجل إبقائهم على قيد الحياة بينما يسخر أبو لولو من توسلاتهم.
وفي فيديو، نُشر يوم الاثنين، يتباهى أبو لولو بقتل أكثر من 2000 شخص. وفي فيديو آخر يقرر أبو لولو: "وظيفتنا هي القتل فقط".
وأثار نبأ اعتقال أبو لولو ردود فعل واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي السودانية؛ حيث رأى البعض أن هذا الاعتقال يأتي تمهيداً لمحاكمته في "مسرحية تستهدف تبييض سُمعة الدعم السريع دولياً، وذلك تمهيداً لإعلان استقلال غرب السودان"، على حد قولهم.
وتساءل البعض عن "الآلاف الذين قُتلوا ولم توثق دماؤهم؟ أيُعقل أن تُغطى المجازر الكبرى باعتقال قاتل واحد؟"
ولم يكن أبو لولو يحظى بهذا الحد من الشهرة "المُرعبة" قبل سقوط مدينة الفاشر بأيدي الدعم السريع يوم الأحد 26 أكتوبر بعد 18 شهراً من الحصار الخانق.
ماذا نعرف عن أبو لولو؟
ووفقاً لتقارير محلية سودانية، فإن المدعو أبو لولو اسمه "الفاتح عبد الله إدريس" وإنه برتبة عميد في قوات الدعم السريع، وإن نشاطه كان في منطقة مصفاة الجيلي على مسافة 70 كيلو متراً إلى الشمال من العاصمة الخرطوم، قبل أن ينتقل إلى كردفان ومنها إلى الفاشر.
ولم يكن أبو لولو يحظى بهذه الشهرة قبل انتشار فيديوهات الفاشر التي أثارت استنكاراً دولياً و رُعباً محلياً استحق به لقب "جزار الفاشر".
ويرى مُحللون أن ظهور أبو لولو بالزي العسكري رفقة قادة ميدانيين من الدعم السريع يدل على ارتباطه بقيادتها المركزية، فيما تنفي قوات الدعم السريع صلتها به، بل وتقول إنها حتى لا تعرف هويته.