ضمن اطار التصعيد العسكري هاجمت قوات الدعم السريع بالمسيرات مدينتي أم درمان بالعاصمة الخرطوم وعطبرة بولاية نهر النيل لكن الدفاعات الجوية للجيش تعاملت معها بشكل مباشر واكدت مصادر سماع دوي انفجارات عنيفة جراء تصدي المضادات الارضية للمسيرات. ورغم انه لم تصدر بيانات رسمية عن نتائج التصدي أو المواقع المستهدفة الا ان شهود عيان اكدوا استهداف انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء من أم درمان عقب استهداف المسيرات محطة المرخيات التحويلية. في حين سقط قتلى ومصابين جراء قصف مدفعي استهدف مدينة الدلنج بكردفان، واتهم مصدر عسكري قوات الدعم والحركة الشعبية بالاشتراك في قصف المدينة.
ويأتي هذا التصعيد رغم اعلان الدعم السريع موافقتِه على مقترح الرباعية الدولية لهدنة إنسانية. وارجع الدعم موافقته لضمان معالجةِ الآثار الإنسانية الكارثية الناجمة عن الحرب وحماية المدنيين وذلك من خلال توفيرِ الأرضية لإدخال المساعدات الانسانية وعبر عن تطلعه لتطبيقِ الاتفاق والشروع مباشرة في مناقشة ترتيبات وقف الأعمال العدائية الى جانب المبادئِ الأساسية الحاكمة للمسار السياسي بالبلاد. في المقابل، اكد مصدر عسكري سوداني إن الجيش لن يوافق على أي هدنة لا تتضمن انسحاب قوات الدعم السریع من المناطق المدنية والتخلي عن الأسلحة.
وبينما تكثف دول الرباعية جهودها الدبلوماسية كشف دبلوماسي غربي عن تلقي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، عرضاً أميركياً يتضمن رفع العقوبات بالاضافة الى منح فرص استثمارية في قطاع التعدين، مقابل التوصل إلى اتفاق سلام يُنهي الحرب. وقال الدبلوماسي ان غياب التوافق بين بعض الدول العربية الوسيطة، بالإضافة إلى الخلافات بين الجانبين، هي من أسباب عدم التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة إنسانية مؤكدا أن واشنطن أجرت مناقشات مكثفة معها، وحددت نقاط تنهي الأزمة.