شهر على توقف الإبادة والحرب، المأساة الإنسانية في قطاع غزة تتفاقم. المشهد يلخص عمق الكارثة والوضع الصحي المتردي، والذي ربما لم يتكرر مثيله في العالم. وبسبب الحصار الإسرائيلي الخانق للقطاع، اضطرت وزارة الصحة مؤخراً لاستخدام أدوية منتهية الصلاحية لسد العجز البالغ أكثر من 60% في بعض الأصناف الضرورية، والتي فرغت تماماً من أرفف الصيدليات المركزية في الوزارة.
قال اداري في وزارة الصحة عرفات ابو مشايخ " للأسف، استخدام الأدوية منتهية الصلاحية أصبح ضرورة بسبب فقدان الأدوية؛ أكثر من 60% من الأدوية غير متوفرة في قطاع غزة نتيجة الحصار المشدد، وهو ما لم يحدث في التاريخ الطبي، حيث يُجرب المرضى على أدوية منتهية الصلاحية اضطرارياً لحماية ما تبقى من حياة أبناء الشعب الفلسطيني. جزء كبير من المرضى تدهورت حالتهم بسبب استخدام هذه الأدوية، التي في الغالب لا تكون فعّالة.
مرضى غسيل الكلى هم من بين الأكثر تضرراً، إذ نفدت أبرز أدوية القسم من مخازن الوزارة، واضطر العاملون للبحث عن بدائل أخرى غير مجدية لضمان استمرار تقديم العلاج.
قسم مرضى غسيل الكلى من الأقسام الحيوية في أي مستشفى، وبالطبع الوزارة تعاني من نقص حاد في الأدوية، بما في ذلك أدوية منتهية الصلاحية. من بين هذه الأدوية هرمون الإريثروبيوتين، وفي حال عدم توفره يدخل المريض في حالة مرضية تُسمّى الأنيميا. يتم حينها إعطاء وحدات دم كبديل للهرمون، إلا أن هذا الإجراء غير ناجع، خصوصاً مع صعوبة توفير وحدتين أسبوعياً لفترات طويلة، وقد يؤدي إلى تهديد حياة المريض.
تشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى أن 47% من الأدوية الأساسية و65% من المستهلكات الطبية أصبحت صفرًا بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، الناتج عن الحصار الإسرائيلي المستمر. واضطرت الوزارة مؤخراً إلى استخدام الأدوية منتهية الصلاحية في ظل أزمة حادة تعاني منها القطاعات الصحية والطبية في القطاع.
التفاصيل في الفيديو المرفق..