ويأتي هذا التعيين في إطار خطة أميركية واضحة لتعزيز النفوذ المباشر في لبنان، وفرض سياسة واشنطن تجاه الملفات الحساسة المتعلقة بالأمن والسياسة الإقليمية.
متابعة اتفاق وقف النار
يتولى السفير "عيسى" متابعة تنفيذ اتفاق وقف النار الموقع في 27 نوفمبر 2024، بالتعاون مع الموفدة الأميركية "مورغان أورتاغوس"، بينما يتركز الدور الإقليمي على السفير "توماس باراك"، الموفد الرئاسي الأميركي لشؤون سوريا ولبنان، الذي سيتابع ملفات الترسيم الحدودي، النازحين السوريين، والتنسيق مع دول الجوار لضمان استقرار لبنان وفق رؤية أميركية.
وتأتي هذه الخطوة من الولايات المتحدة بذريعة ضمان أن يكون لبنان ضمن أولويات واشنطن، وأن تبقى سيادة الدولة اللبنانية قائمة، مع الحد من نفوذ القوى المسلحة غير الحكومية، وعلى رأسها حزب الله.
خلفية السفير عيسى الاقتصادية ودوره غير التقليدي
يُعرف السفير "عيسى" بخلفيته الاقتصادية القوية، إذ عمل في البنوك الكبرى مثل بنك "تشيس-مانهاتن" (Chase Manhattan) وبنك "كريدي أغريكول" أو البنك الزراعي (Credit Agricole)، وانتقل لاحقا لإدارة وكالات سيارات فاخرة، ما مكّنه من بناء شبكة علاقات واسعة في الأوساط الاقتصادية والسياسية الأميركية.
يأتي تعيينه ضمن سياسة ترامب المتمثلة في اختيار شخصيات خارج السلك الدبلوماسي الكلاسيكي، معتمدة على الولاء الشخصي للرئيس الأميركي وتنفيذ توجيهاته مباشرة، وهو ما يمنحه مرونة في الجمع بين البعد الاقتصادي والدبلوماسي.
أولويات السفير الأميركي الجديدة
أكد "عيسى" خلال جلسة الاستماع أمام مجلس الشيوخ الأميركي على ضرورة تفكيك سلاح حزب الله"، زاعما أن تحالف الحزب مع إيران يضر بمصلحة لبنان واستقراره الداخلي.
وسيعمل السفير على:
_ دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته العسكرية والأمنية لاستعادة سيادة الدولة جنوباً.
_ فرض إصلاحات اقتصادية وتشجيع الاستثمارات الأميركية، بما يتماشى مع سياسة ترمب الاقتصادية التي تربط المصالح الاقتصادية بالسياسة الخارجية.
_ التنسيق مع القوى الإقليمية المؤثرة، مثل فرنسا والسعودية، لضمان بقاء لبنان تحت إشراف ومراقبة مباشرة من واشنطن.
علاقة شخصية مع ترامب وولاء كامل
ينتمي السفير "عيسى" إلى نادي رجال الأعمال المقربين من ترامب، وقد صرح أنه تنحى عن جنسيته اللبنانية لتجنب أي تضارب مصالح، مؤكدا التزامه الكامل بخدمة الولايات المتحدة.
وتوطدت علاقته بالرئيس الأميركي عبر سنوات من الصداقة الشخصية والتعاون في مجال الأعمال والاستثمارات، وهو ما يعكس اعتماد ترامب على الشخصيات الموثوقة لتطبيق سياسته الخارجية.
السياق الإقليمي والضغوط على حزب الله
من المتوقع أن يكون أداء السفير "عيسى" شديد الضغط على حزب الله، مع متابعة دقيقة للتحركات العسكرية والأمنية، ودعم مسارات التفاوض مع الكيان الصهيوني لترسيم الحدود، بالتوازي مع تعزيز الدور الاقتصادي والسياسي الأميركي في لبنان.
ويأتي هذا ضمن استراتيجية مزعومة أوسع تهدف إلى إبقاء لبنان تحت تأثير مباشر للسياسة الأميركية، في وقت يشهد تصاعدا للضغوط الدولية على حزب الله.
هذا ويمثل وصول ميشال عيسى مرحلة جديدة في العلاقات الأميركية-اللبنانية، حيث يمتزج فيها البعد السياسي والأمني مع الاقتصادي، ويصبح لبنان ملعبا مباشرا لتطبيق الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط، في ظل إدارة ترامب.