وقال درداح الشاعر وهو باحث تربوي: "إن غزة قد تجاوزت مرحلة الطفولة، لأن حياة الطفل عادة ما تكون محددة بالتعليم واللعب والنمو. أما الطفل الآن في غزة فلا تعليم له ولا لعب ولا عمل، وبالتالي فهو لا يعيش حياة الطفولة. بل على العكس، يعيش حياة الرجال بقسوتها وخشونتها، ناهيك عن آثار الحرب النفسية المدمرة التي لحقت بالأطفال الناجين".
هنا لا تُقاس الطفولة بعدد السنوات، بل بعدد الأزمات التي مرّ بها الطفل. الطفلتان آلاء وغزل، الناجيتان الوحيدتان من عائلتيهما، تجسدان أقصى صور الألم. فبالرغم من نجاتهما من الموت، تظلان تفتقدان حقهما الأساسي في العيش بأمان، في يوم يُفترض أن يُكرَّس لحماية الأطفال، نكتشف حجم ما فقدوه.
تقول إحداهما: "محرومة من التعليم ومحرومة من الشراب ومن الملبس ومن كل شيء. أتمنى أن أكون بجانب أمي وأبي وألا أبتعد عنهم، وعندما أكبر أن أكون مثل أمي. وأتمنى من أبي أن يحضر لي كل ما أريد، لكنني حُرمت من كل شيء - من التعليم ومن الشراب ومن الطعام ومن الملابس ومن أمي وأبي وإخوتي."
شاهد أيضا.. هيومن رايتس: تفريغ مخيمات اللاجئين في الضفة جريمة ضد الإنسانية
وتضيف الأخرى: "استُشهد بابا وماما وإخوتي وأخواتي، والحمد لله أنني كنت مصابة والحمد لله أن الله شفاني وعافاني. ورغم ذلك أنا مستمرة في الحياة وأتمنى أن أبقى على قيد الحياة لأكمل مسيرتي وأصبح طبيبة وأعالج الأطفال المصابين."
في هذا اليوم، يبقى أطفال غزة في مقدمة من يحتاجون إلى حماية حقيقية وليس إلى شعارات ، فصوتهم الصامت يؤكد أن الطفولة ليست رفاهية، بل حق أساسي يجب أن يُصان.
يبقى أطفال غزة في اليوم العالمي للطفل أكبر شاهد على حق مسلوب وطفولة مجروحة. فهم لا يطلبون سوى حياة آمنة تحميها القوانين التي وُضعت من أجلهم.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...