وفي ظل مشهد ميداني يزداد تعقيدا في قطاع غزة، تبدو كل الساعات مشحونة باحتمالات الانفجار، وسط خروقات متتابعة لاتفاق وقف إطلاق النار، وضغوط سياسية تتسع دوائرها من الميدان إلى العواصم الدولية.
وفي سلسلة خروقات جديدة شن جيش الاحتلال غارات جوية كثيفة على عدة مناطق في قطاع غزة، ترافقت مع قصف مدفعي وإطلاق نار مكثف، ما أسفر عن عدد من الضحايا. ومن بين تلك الهجمات، استهداف مباشر لمركبة مدنية في حي الرمال بمدينة غزة أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين.
وفي السياق أوضحت وسائل إعلام عبرية أن إحدى الهجمات في مدينة غزة استهدفت علاء الحديدي، الذي يوصف بأنه مسؤول عسكري كبير في حركة حماس. وقد أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن الهجوم تم بالتنسيق مع مركز التنسيق المدني العسكري الأميركي في كريات غات، في مؤشر إضافي على حجم الدعم اللوجستي الميداني الذي يحظى به الاحتلال.
وطالت الهجمات أحياء واسعة في مدينة غزة وشرقها، خصوصا في حيي التفاح والشجاعية، إلى جانب رفح وخان يونس ودير البلح.
وترافق القصف مع عمليات نسف واسعة لمنازل في المناطق التي انتشرت فيها قوات الاحتلال، ما دفع عشرات العائلات إلى النزوح مجددا عن منازلها، في ظل تقدم الآليات العسكرية داخل مناطق سبق أن انسحبت منها وفق الاتفاق.
ومع تصاعد هذه الخروقات، شددت حركة حماس على أن الاحتلال يحاول تقويض وقف إطلاق النار عبر التوغل وإزالة الخط الأصفر والتقدم غربا، مؤكدة أن الغارات وموجات النزوح شرقي غزة تمثل خرقا فاضحا للاتفاق.
ودعت الحركة الوسطاء إلى التدخل العاجل والضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته، كما طالبت الإدارة الأميركية بالوفاء بتعهداتها والحد من هذه الخروقات.
سياسيا، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يمارس ضغوطا لنزع سلاح حركة حماس، خلال لقائه عمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني.
وبين استمرار الخروقات على الأرض وتزايد الضغوط السياسية في الخارج، يبقى وقف إطلاق النار في غزة مهددا في كل لحظة، بينما يترقب الفلسطينيون والوسطاء ما إذا كانت التطورات ستتجه نحو التهدئة، أم أن المنطقة تدخل فصلا جديدا من التصعيد.