وتساءل قسام، وهو يصف ما تتعرض له عائلته من قلق دائم: “ماذا نفعل؟ ولمن نتحدث؟ ولمن نلجأ؟.. نحن نعيش هذا الكابوس يوميًا”.
وتزامنت هذه الشهادات مع اتساع حملة عالمية تُطالب بالإفراج عن القائد الأسير، تقودها عائلته بدعم من منظمات المجتمع المدني في بريطانيا، بهدف إبراز قضيته في صدارة النقاشات السياسية والدبلوماسية التي سترافق المرحلة التالية من وقف إطلاق النار في غزة.
وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية قد نشرت تقريرًا للمحرر الدبلوماسي باتريك وينتور، أشار فيه إلى أن أكثر من 200 شخصية ثقافية عالمية وازنة وقّعت رسالة تطالب بالإفراج عن البرغوثي، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره الشخصية الفلسطينية الأكثر قدرة على توحيد الفصائل وقيادة مشروع التحرر الوطني.
وأشار تقرير “الغارديان” إلى أن رفض الاحتلال الإفراج عن البرغوثي لا يبدو مرتبطًا بأي تهديد أمني، بل نتيجة التأثير السياسي الكبير المتوقع أن يمارسه على مستقبل النظام السياسي الفلسطيني.
ويبلغ البرغوثي اليوم 66 عامًا، قضى منها 23 عامًا في الأسر عقب محاكمة وُصفت على نطاق واسع بأنها غير عادلة ولم تستوفِ المعايير القانونية. وكان عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني وقت اعتقاله، ولا يزال يحظى بشعبية واسعة، إذ تتصدر اسمه استطلاعات الرأي كأكثر الشخصيات قبولًا لدى الفلسطينيين لقيادة المرحلة المقبلة.
واعتُقل البرغوثي في 15 نيسان/أبريل 2002 من مدينة رام الله، وصدر بحقّه عام 2004 حكم بالسجن خمسة مؤبّدات و40 عامًا.
ومع تواتر شهادات التعذيب بحقّه، وتصاعد الضغوط الدولية المطالِبة بإطلاق سراحه، تتجه الأنظار إلى ما إذا كان المجتمع الدولي سيضغط فعليًا لإنهاء معاناة أحد أبرز رموز الحركة الأسيرة الفلسطينية وأكثرها تأثيرًا في المشهد السياسي.