تعيش المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق غزة مخاضاً صعباً في ظل شروط الاحتلال الإسرائيلي الصعبة وبينها نزع سلاح المقاومة بالكامل قبل أو ضمن هذه المرحلة، وانسحاب قواته من بعض المناطق أو إعادة انتشارها، وضمان عدم وجود تهديد لأمن الكيان الإسرائيلي.
وزاد من التعقيد والعرقلة، اعلان رئيس أركان جيش الاحتلال ايال زامير أن الخط الأصفر هو خط حدودي، لا تعتزم قواته الانسحاب منه.
في المقابل تشترط حركة حماس وقف الخروقات الإسرائيلية المستمرة، وفتح المعابر، وبدء تقديم مساعدات إنسانية بشكل فعلي قبل التوافق على المرحلة الثانية، كما تربط تنفيذ هذه المرحلة بالتزام الاحتلال بتنفيذ كل بنود المرحلة الأولى، خصوصاً ما يتعلق بإعادة بناء غزة، وضمان حرية حركة الفلسطينيين، وإنهاء الحصار.
وأكد عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران أن الجانب الإسرائيلي لم ينفذ التزاماته في المرحلة الأولى، وأن تصريحات زامير حول الخط الأصفر دليل على عدم التزام تل أبيب ببنود الاتفاق.
وبخصوص سلاح المقاومة، فإن قادة حماس أبدوا استعداداً لتجميد أو تخزين أسلحتهم، وليس تسليمها إلا للدولة الفلسطينية التي ستقام لاحقاً، كما اقترحوا هدنة طويلة الأمد مع حكومة الاحتلال.
وسط هذه الاشتراطات المتبادلة، تقول الولايات المتحدة إنها تعمل على دفع الأطراف نحو المرحلة الثانية المتضمنة إنشاء ما يسمى مجلس السلام لغزة، وانسحاب قوات الاحتلال من مواقعها الحالية، وتولي سلطة انتقالية إدارة القطاع، مع انتشار قوة استقرار دولية. وبحسب هذه المرحلة يُنزع سلاح المقاومة جزئياً أو كلياً مع ترتيبات أمنية.
وتتحدث المصادر عن عزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعلان عن بدء المرحلة الثانية قبل نهاية السنة، مع اعتراف الإدارة الأميركية بوجود مشكلات صعبة وترتيبات معقدة، وأوجه نظر مختلفة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة، ومن خلفهما بعض الدول العربية والإسلامية، ما يعني أن واشنطن تدرك أن المرحلة الثانية ليست مضمونة بعد.