تحت هذه السماء المكتظّة بالغيوم الثقيلة، يمضي شتاء غزة. المطر يداهم الخيام قبل أن يطرق بابها، والريح الباردة تتسلّل إلى صدور الأطفال، فيما لا يزال صوت الانفجارات يعلو فوق هدير العواصف، حاملاً معه مزيدا من الشهداء والمعاناة.
وتشير التقديرات إلى أنّ نحو مئتين وخمسين ألف أسرة تعيش اليوم في خيام بالية، غمرت المياه الكثير منها خلال اليومين الماضيين. ومع انهيار أكثر من ثلاثة وتسعين بالمئة من هذه الخيام، يواجه آلاف الأطفال والنساء ليالي من دون دفء أو دواء أو غذاء كافٍ.
وفي هذا المشهد القاتم، تتحدّث وكالة الأونروا عن انهيار نظام الصرف الصحي في غزة بشكل كامل. مشيرة إلى أن الشوارع الموحلة والخيام الغارقة بالمطر ترفع مستويات الخطر على النازحين، وتزيد من احتمالات انتشار الأمراض مع انعدام النظافة والاكتظاظ والبرد القارس.
وتشدد الأونروا على أن تدفّق المساعدات الإنسانية دون عوائق، خصوصاً المواد الطبية ومستلزمات المأوى، يمكن أن يمنح الفلسطينيين فرصة لمواجهة هذا الشتاء بكرامة.
شاهد أيضا.. مراسل العالم: ما يجري في الضفة ضمّ غير معلن يهدد الوجود الفلسطيني!
حركة حماس دعت إلى التحرك العاجل والضغط المباشر على حكومة الاحتلال لإدخال جميع مواد الإيواء اللازمة دون قيود بالإضافة إلى فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين.
وطالبت بضرورة الضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته المتواصلة، وإلزامه بموجبات البروتوكول الإنساني، لتمكين أهالي غزة من التعافي والبدء في إعادة إعمار ما دمره الاحتلال.
ورغم إعلان وقف إطلاق النار قبل شهرين، فإنّ الغارات والقصف المدفعي لم تتوقف، مسجّلة خلال أربع وعشرين ساعة فقط أربعة شهداء وعشر إصابات.
ومنذ الحادي عشر من أكتوبر عام ألفين وخمسة وعشرين بلغ إجمالي الشهداء ثلاثمئة وثلاثة وثمانين، فيما سجّلت ألفان واثنتا عشرة إصابة، إلى جانب انتشال ستمئة وسبعة وعشرين شهيداً من تحت الأنقاض.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...