لحظة سياسية ذات دلالات خاصة: إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بعد أكثر من عشرين عاماً رافقت خلالها البلاد في مراحل بالغة التعقيد.
المسؤولون العراقيون أكدوا أن قرار إنهاء عمل البعثة يأتي تتويجاً لمسار طويل من الاستقرار الأمني والسياسي، ويعكس انتقال العراق من مرحلة الاعتماد على الدعم الدولي المباشر إلى مرحلة إدارة شؤونه الوطنية بثقة وسيادة.
وقال محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي :"إنهاء بعثة اليونامي لا يعني نهاية الشراكة بين العراق والأمم المتحدة، وإنما يمثل بداية فصل جديد من التعاون، وخصوصاً في مجالات التنمية والنمو الاقتصادي".
الأمين العام للأمم المتحدة من جانبه وصف العراق اليوم بأنه بلد مختلف يتمتع بالأمن والاستقرار، مؤكداً أن دور الأمم المتحدة سيتواصل ولكن ضمن أطر تعاون جديدة تتناسب مع واقع العراق الحالي ومرحلة ما بعد الأزمات.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش :"لقد عمل العراقيون للتغلب على عقود من العنف والقمع والصراع والإرهاب والطائفية والتدخل الأجنبي. اليوم العراق بلد مختلف ومغاير عن تلك الأوقات، إنه بلد ازداد فيه الأمن والسلام."
شاهد أيضا.. مراسل العالم: العراق ينهي مهمة «يونامي»ويدخل مرحلة السيادة الكاملة
إنهاء مهمة يونامي لا يمكن قراءته كإجراء إداري أو تقني، بل يمثل تحولاً نوعياً في موقع العراق داخل المعادلة الدولية. فإن طي هذه الصفحة يؤشر إلى أن الدولة العراقية باتت قادرة على إدارة العملية السياسية وضبط المشهد الأمني دون وصاية دولية.
وقال علي فضل الله وهو محلل سياسي :"هذه الخطوة لها دلالة مهمة جداً تؤكد أن الحكومة الحالية - حكومة السيد السوداني من الإطار التنسيقي - استطاعت أن تفي بوعودها في البرنامج الحكومي عندما أعلنت في بداية تسلمها أنها ستقوم بإنهاء عمل بعثة اليونامي بعد مرور نحو اثنان وعشرين عاماً."
يتزامن إنهاء عمل يونامي مع الانسحاب التدريجي للقوات العسكرية الأمريكية وانتهاء مهام التحالف الدولي في العراق، وهي مؤشرات تشير إلى تحسن البيئة الأمنية واستعادة الاستقرار.
العراق يغادر زمن البعثات والوصايا ويدخل زمن الدولة المستقرة التي تُقاس قوتها بقدرتها على إدارة نفسها. صفحة تُطوى وأخرى تُفتح عنوانها السيادة والاستقرار.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...