العين الإسرائيلية:

الإعلام العبري يضخم عملية سيدني ونتنياهو يستغل الحدث سياسيا

الإثنين ١٥ ديسمبر ٢٠٢٥
٠٣:٢٤ بتوقيت غرينتش
تناول الإعلام العبري، اليوم عملية سيدني، إلى جانب عدد من الملفات الإقليمية، أبرزها التعقيدات التي تواجه المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وحركة الاستيطان داخل القطاع، واللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب، إضافة إلى التصعيد الإسرائيلي المتواصل ضد سوريا ولبنان.

وفي تعليق على هجوم سيدني والاستثمار السياسي الإسرائيلي للحدث، قال زكريا حمودان، الباحث السياسي ومدير المؤسسة الوطنية للإحصاء والدراسات في لبنان، إن الحدث الأساسي في المرحلة الراهنة يبقى الأداء الإسرائيلي في المنطقة، ولا سيما في قطاع غزة، معتبرًا أن ما يجري هو نتيجة مباشرة للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة وما خلّفته من ردود فعل إنسانية طبيعية.

وأوضح حمودان أن الجرائم المرتكبة في قطاع غزة، في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، أسهمت في نقل الصورة بشكل أوضح إلى الرأي العام العالمي، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية تتقدّم اليوم بوجهها الإنساني الطاغي، ما عزّز حالة الرفض الشعبي الدولي لتلك الجرائم.

وأشار إلى أن هذا الواقع وفّر الأرضية لمحاولات إسرائيلية يقودها نتنياهو لإعادة إنتاج خطاب "المظلومية"، من خلال تصوير اليهود في العالم على أنهم مستهدفون في كل مكان، سواء خلال المناسبات الدينية أو الاحتفالات، في محاولة لخلط الصهيونية باليهودية وتوسيع دائرة التعاطف السياسي.

ولفت حمودان إلى أن هذا الخطاب لم يلقَ التفاعل الدولي المعتاد، مؤكدًا أن العالم لم يتجاوب هذه المرة مع محاولات الاستغلال السياسي، لا على المستوى الإعلامي ولا الإقليمي أو الدولي، في ظل استمرار الجرائم في غزة، التي فشلت إسرائيل في موازنتها أو طمس آثارها بأي حدث آخر.

وأضاف أن هذا التحول بات ملموسًا من خلال تعاطف وفود أجنبية وشعبية غربية وأوروبية مع القضية الفلسطينية، خلال زياراتها إلى لبنان في الأسابيع الأخيرة، وهو تعاطف لم يكن حاضرًا سابقًا بهذا الوضوح، حتى داخل أوروبا نفسها، ما يعكس انقلابًا في المزاج العام الدولي وارتفاعًا في مستوى الوعي تجاه الرواية الفلسطينية.

وفي ما يتعلق بالحملة التي شنّها الإعلام العبري ضد السلطات الأسترالية، متهمًا إياها بعدم توفير الحماية الكافية للجاليات اليهودية، اعتبر حمودان أن وجود نحو 17 مليون يهودي حول العالم يجعل من غير الممكن تأمين حماية خاصة لكل جالية في جميع المناسبات، مشيرًا إلى أن دولًا أوروبية ذات قدرات أمنية عالية عجزت سابقًا عن تطبيق إجراءات دائمة من هذا النوع.

وأكد أن نتنياهو لا يمثل اليهود بقدر ما يجسّد المشروع الصهيوني العالمي بأبعاده الجيوسياسية والاقتصادية، مشيرًا إلى أن توظيف الحدث يأتي أيضًا في سياق سياسي داخلي حساس يسبق انتخابات الكنيست المقبلة، رغم التقديرات التي تشير إلى تراجع فرص حزب الليكود في تحقيق إنجاز سياسي بارز.

وقال حمودان إن العملية التي وقعت في سيدني، ورغم تضخيمها إعلاميًا في الكيان الإسرائيلي، تُستخدم لإعادة تسويق خطاب المظلومية وتبرير الإخفاقات الأمنية، معتبرًا أن ما يجري هو استهداف سياسي للصهيونية، وليس لليهود كديانة، التي شدد على احترام حقها في الوجود والممارسة.

وفي ما يخص محاولات ربط العملية بإيران أو استخدامها ذريعة لمغامرات عسكرية في المنطقة، اعتبر الباحث السياسي أن إسرائيل تمتلك اليوم القدرة على شن حرب من هذا النوع. فالتجارب السابقة، بما فيها محاولات المواجهة مع إيران أو حزب الله، أظهرت حدود القوة الإسرائيلية، كما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أدانت العملية بشكل واضح.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق...

0% ...

آخرالاخبار

مسؤول: إيران تتقدم عالميا في عدد الأساطيل التي ترفع علمها


قائد الثورة: إيران تمتلك العديد من الجوانب الايجابية رغم التحديات


شهيدان بغارتين للاحتلال على مركبتين جنوبي لبنان


الإحتلال يخطط لبناء 9 آلاف وحدة استيطانية بمحيط مطار قلنديا


تحذيرات من مخطط استيطاني خطير يقام على مطار قلنديا في القدس


قبائل الساحل الغربي اليمني تؤكد جاهزيتها لمواجهة أي تهديد


جيش الاحتلال يقرّ بتعاظم التهديدات السيبرانية خارج نطاق المعلن


فؤاد حسين: تصريحات 'باراك' لا تعكس واقع العراق والقرار النهائي بأيدينا


دورية لقوات 'الأندوف' الأممية في ريف القنيطرة


العدو يتوغل للضهيرة ويزرع صناديق ذخيرة مفخخة شمالي الخط الأزرق