ومن مشاهد العيش في الخيام وما يرافقها من فقدان للأمان والاستقرار، تتحول اللوحة إلى مرآة صادقة لواقع إنساني قاس يعيشه السكان تحت وطأة الحرب.
ويقول محمد مغاري لقناة العالم: "كفنان لازم أوثق هذه الأشياء واللحظات، حتى لو ما انعرضك اليوم سوف تعرض غداً.. هذه الثقة عندي أن لا شيء يظل مخبأ إلا أن يطلع ويظهر للعالم.. طبعا أنا كفنان رسمت لأن الناس في الخارج تأخذ فقط مشهد الدم والمجزرة.. تأخذ المعاناة ولكن لا تحس بالمعاناة.. فأنا من هنا بدأت أوثق باللوحة ما هي المعاناة."
وتتناول أعمال الفنان مأساة نقل المياه، وصعوبة الحصول على الغذاء، ومشاهد انتظار المساعدات الإنسانية، إضافة إلى معاناة النزوح القسري التي فرضت على آلاف العائلات.. ففي كل لوحة تتجسد وجوه التعب والصبر، ويظهر الإنسان الغزي محوراً للحكاية، حاملاً آلامه اليومية، دون أن يفقد إرادة البقاء.
ويضيف محمد مغاري في حديثه لكاميرا العالم: "رسمت مبدئيا النزوح الفلسطيني.. بعدها المكان الذي هو الخيمة التي قعدوا فيها.. بعد الخيمة ما داخل الخيمة.. من معاناة أهل الخيمة مثل الماء والطعام وتوليع النار، مثل الانتظار على تكية.. كل الأمور التي داخل الخيمة بديت أنا أشتغل عليها لكي أوصلها للعالم أجمع.. ليعرفوا أن الخيمة ليست صورة مكان يؤوي ناس.. لا الخيمة فيها معاناة.. وفيها إنسان يريد أن يعيش ويدور على الحياة بكرامة."
وقد تجاوزت لوحات محمد مغاري حدود غزة، حيث عرضت في معارض دولية، ناقلة معاناة القطاع إلى العالم بلغة الفن.
وبينما ما زال الجرح ينزف والمعاناة مستمرة يواصل مغاري توثيق الألم والأمل معا، مؤكدا أن الفن يبقى شاهدا حيا على ما يعيشه الإنسان في غزة.
ويعتمد الفنان الفلسطيني على ريشته لنقل معاناة شعبة بلغة إنسانية صادقة، تعبر عن واقعهم ومشاعرهم، ليبقى الفن شاهدا حيا يحفظ الذاكرة وينقل حكاية الإنسان إلى العالم.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..