وبحسب وكالة مهر للأنباء، نقلاً عن السلطة القضائية، أنه وفي أحد أيام شهر مايو 2025، صادفت دورية أمنية تابعة لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية أثناء قيامها بمهامها في مدينة "أورمية" حالةً مشبوهة.
فخلال الدورية، لاحظ ضباط الأمن شابًا يُصوّر مبنى قيادة فرقة المشاة في أورمية. وبفضل يقظة الضباط، أُلقي القبض على الشاب، وبعد التنسيق والحصول على أمر من السلطة القضائية، سُلّم إلى الجهة المختصة.
وادّعى الشاب في البداية أنه سافر إلى المدينة لحضور مؤتمر علمي في جامعة أورمية، ولكن أثناء تفتيش هاتفه المحمول، عُثر على رسالة من رقم تابع للكيان الصهيوني واسم مستخدم يُدعى "أوشر"، مما عزز الشكوك حول صلة المتهم بالكيان. كما أسفر تفتيش منزل عقيل كشاورز عن العثور على مزيد من الوثائق والأدلة.
وخلال تفتيش الفندق الذي كان يقيم فيه كشاورز، عُثر على دفتر ملاحظات مُشفّر يحتوي على أسماء بعض المؤسسات الأمنية وعناوينها. بعد التحقيق الأولي، تم نقل المتهم إلى مركز الاحتجاز.
جاسوس ذو توجه "ملكي" ومشارك في عمليات لصالح زمرة "المنافقين"
عقيل كشاورز، نجل جواد، قُبل لدراسة هندسة التعدين عام ٢٠١٥، لكنه انسحب من الجامعة بعد ثلاثة فصول دراسية بسبب رسوبه في المقررات الدراسية ذات الصلة، ثم تابع دراسته في الهندسة المعمارية.

وكشفت التحقيقات في حياة المتهم الشخصية والعائلية أن أفرادًا من عائلته لديهم توجهات ملكية، وأن عمه كان له تاريخ في الانتماء إلى منظمة "المنافقين" الإرهابية ودعمها. وكان جاسوس الموساد قد نفّذ سابقًا عمليات لصالح المنظمة، سيتم ذكرها لاحقًا.
كيف تواصل المتهم مع كيان الاحتلال الاسرائيلي؟
بحسب وقائع القضية، تواصل عقيل كشاورز مع أجهزة الاستخبارات والأمن التابعة للكيان الصهيوني عبر الإنترنت. وخلال تعاونه مع الكيان، كان على اتصال منفصل مع جيش الكيان وجهاز الموساد. في البداية، أرسل عقيل كشاورز رسائل مناهضة للدولة الإيرانية، مُرحِّباً بالجانب الإسرائيلي عبر قنوات الاتصال. ولكسب ثقته، أرسل تفاصيل عن مخزن يُشاع أنه يُستخدم لتصنيع الصواريخ إلى موقع جيش الكيان الصهيوني. فور إرسال هذه الرسالة، تلقى المتهم رسالة من جيش الكيان الصهيوني تطلب منه مزيداً من التوضيحات.
بدأ تعاون كشاورز الرسمي مع جيش الكيان الصهيوني بتشجيعه على إرسال المزيد من التقارير. ثم أرسل المتهم تفاصيل وأسباب الاشتباه في أربعة مخازن ومبانٍ أخرى إلى العنوان المعني.
في رسالةٍ أرسلها ضابطٌ في الموساد إلى عقيل كشاورز، طُلب منه تحديد المجالات التي يمكنه فيها مساعدة الكيان. ولكسب ثقة الضابط، أرسل إليه المتهم سجلًا لمهامه السابقة وعددًا من الوثائق الأخرى.
ووفقًا لتحقيقات المتهم واعترافاته، فقد نفّذ أكثر من 200 مهمة لصالح جهاز المخابرات الصهيوني قبل اعتقاله. وشملت هذه المهام مدن طهران وأصفهان وأورمية وشاهرود.
ومن بين المهام التي نفّذها عقيل كشاورز بأوامر من ضباط الموساد: تصوير مواقع الأهداف، ووضع مركبات، وإجراء استطلاعات رأي، ومراقبة حركة المرور على طرق محددة.
التعاون مع "المنافقين"
كشفت التحقيقات الإضافية أن كشاورز قد تواصل وتعاون أيضاً مع إحدى المجموعات التابعة لمنظمة "المنافقين" على تطبيق تيليجرام في عام 2022، وأرسل صوراً وكتابة لشعارات بناء على طلب مديرو المجموعة.
خيانة مأجورة
بعد أن تأكد ضابط الاتصال من تعاون كشاورز مع الموساد، أنشأ محفظة عملات رقمية وأرسل بياناتها إلى الضابط. بعد كل مهمة، كان ضابط الموساد يودع الأموال على شكل عملات رقمية في حساب کشاورز ويرسل له إيصالاً.
تعاون مع سبق التصميم والإصرار
بحسب وثائق القضية، تعاون كشاورز عن علم وإدراك كامل مع الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد، وتواصل معهما ونفّذ العديد من المهام بناءً على أوامرهما.
اعترف المتهم صراحةً في اعترافاته بتعاونه مع أجهزة تابعة للكيان الصهيوني بقصد الإضرار بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبتزويدها بمعلومات عن إيران.
بعد انتهاء التحقيق في القضية، وُجّهت لائحة اتهام إلى عقيل كشاورز بتهم التجسس لصالح الكيان الصهيوني، والتعاون الاستخباراتي والتواصلي معه، وأُحيلت القضية إلى المحكمة.
بعد عقد جلسات محكمة بحضور المتهم ومحاميه، وبعد دراسة الأدلة والوثائق المتاحة، وتصوير المواقع العسكرية والأمنية، والوثائق الفنية المتعلقة بالقضية، واعتراف المتهم الصريح والواضح بشأن كيفية تجنيده في أجهزة أمن الكيان الصهيوني، وطبيعة أنشطته والمهام التي نفذها، أصدرت المحكمة حكمًا بالإعدام على عقيل كشاورز، مستندةً إلى أحكام قانونية.
وقد نُفذ الحكم صباح اليوم (السبت، 20 ديسمبر/كانون الأول بعد مصادقة المحكمة العليا عليه، واستكمالًا للإجراءات القانونية.