وفي تسجيل بُث عبر إذاعة جيش الاحتلال، روى بولارد أن الشخص الذي قدم نفسه كعميل إسرائيلي سأله: "أنت وطني، أليس كذلك؟ تحب بلدك؟"، ثم اقترح عليه "فعل الشيء الصحيح" بالانتحار، مقابل دفنه بمراسم بطولية في مقبرة جبل هرتسل بالقدس المحتلة، حتى "يُغلق هذا الملف المزعج إلى الأبد".
وأضاف بولارد أنه لم يدرك في البداية مغزى الكلام، لكنه أيقن لاحقاً أن الهدف كان التخلص منه جسدياً لمنع أي تصعيد دبلوماسي إضافي مع واشنطن، التي كانت قضيته قد تسببت في أسوأ أزمة استخباراتية بين الحليفين.
يُذكر أن بولارد – المحلل السابق في البحرية الأمريكية – اعتقل عام 1985 بعد إدانته بتسريب آلاف الوثائق السرية الأمريكية لصالح الكيان الصهيوني، وحُكم عليه بالسجن المؤبد، قبل أن يُفرج عنه عام 2015 ويُسمح له بالهجرة عام 2020، حيث استقبله نتنياهو كبطل "قومي".
وفي السياق نفسه، هاجم بولارد بشدة وجود أي قوات عسكرية أجنبية على أرض فلسطين المحتلة، واصفاً مركز التنسيق الأمريكي في كريات جات بأنه "تهديد مباشر لسيادة إسرائيل"، معلناً رفضه التام لوجود أي جندي أمريكي أو أردني أو إماراتي أو أوروبي داخل الكيان "لأي سبب كان".
كما عاد بولارد مؤخراً إلى صدارة الأضواء بعد كشف صحيفة "نيويورك تايمز" عن لقاء سري جمعَه بالسفير الأمريكي مايك هاكابي داخل السفارة الأمريكية، وهو اللقاء الذي أثار ذهول الأوساط الاستخباراتية الأمريكية.