وأدلى عراقجي بهذه التصريحات صباح الخميس خلال لقائه بالفاعلين الاقتصاديين في محافظة أصفهان، حيث هنّأ بحلول شهر رجب وذكرى مولد أمير المؤمنين الإمام علي (ع)، كما قدّم التهنئة للمسيحيين في البلاد، ولا سيما أرمن أصفهان، بمناسبة ميلاد السيد المسيح (ع).
وأشار وزير الخارجية، مستذكراً شهداء الثورة الإسلامية والدفاع المقدس، وخصوصاً شهداء محافظة أصفهان، إلى أن الحرب الأخيرة شكّلت تجربة تاريخية راسخة أكدت تمسّك الشعب الإيراني بخيار الصمود والمقاومة، موضحاً أن العدو كان يراهن على استسلام إيران خلال أيام قليلة.
وأضاف: «خلال مقاومة دامت 12 يوماً، كان العدو هو من اضطر إلى التراجع، بل طالب بمفاوضات فورية لوقف إطلاق النار، وهي مفاوضات لم تكن تعني سوى القبول بالاستسلام، غير أن الشعب الإيراني اختار طريق الثبات».
وانتقد عراقجي ما وصفه بالمبالغة في الترويج لآلية الزناد، مؤكداً أن التصوير الإعلامي لها كان أخطر بكثير من واقعها العملي، وهدف أساساً إلى بث الخوف وشلّ الاقتصاد نفسياً، في حين أنها لم تكن تمتلك التأثير الفعلي الذي جرى الادعاء به.
وفي ما يتعلق بمهام وزارة الخارجية، أوضح أن رفع العقوبات يمثل أولوية دائمة في عمل الوزارة، ويتم السعي لتحقيقه مع الحفاظ على مبادئ البلاد وعزتها ومصالحها الوطنية. واعتبر أن تجربة الاتفاق النووي وما تلاها من مفاوضات تشكّل رصيداً مهماً، مع التأكيد على خصوصية هذا المسار.
وأضاف: «علينا الاعتراف بوجود العقوبات، وفي الوقت نفسه الإقرار بإمكانية إدارة شؤون البلاد في ظلها. فالعقوبات لها كلفة، لكننا نعرف حجمها وندرك أيضاً الفرص التي تتيحها لمعالجة مواطن الضعف الداخلية».
وشدد وزير الخارجية على أن لإيران الحق في الشكوى من العقوبات فقط بعد توظيف كامل قدراتها الداخلية والإقليمية والدبلوماسية، مؤكداً أن إمكانات الجوار والدبلوماسية الخارجية لم تُستثمر بعد بالشكل الكامل.
وفي هذا السياق، أشار إلى الدور العملي للدبلوماسية الاقتصادية في وزارة الخارجية، موضحاً أن مهمتها تتمثل في الدخول الميداني، وتشخيص معوقات التجارة، والعمل على إزالتها، وفتح أسواق جديدة أمام التجار الإيرانيين.
وأكد عراقجي أن نهج الوزارة يقوم على الحضور الميداني لا الاكتفاء بالتقارير، قائلاً: «يجب النزول إلى ساحة العمل، ومعرفة المشكلات التي تواجه التاجر أو الشركة الإيرانية في الخارج، والعمل على حلّها في موقعها».
وتطرق إلى زيارة قصيرة قام بها مؤخراً إلى إحدى دول المنطقة، مبيناً أن هدفها كان دعم شركة إيرانية خاصة للمشاركة في مناقصة بقيمة 600 مليون دولار، وقد تمكنت الشركة في نهاية المطاف من الفوز بالمنافسة متقدمة على شركات صينية وتركية.
وفي جزء آخر من كلمته، تحدث عن خبرته السابقة في مجال السجاد الإيراني، مشدداً على أن السجاد ليس مجرد سلعة اقتصادية، بل منتج ثقافي وسفير للهوية الإيرانية في العالم، وترتبط به معيشة مئات الآلاف من المواطنين. وانتقد التراجع الحاد في صادرات السجاد من نحو ملياري دولار إلى قرابة 40 مليون دولار، داعياً إلى إزالة العوائق أمام عودة المصدّرين إلى الأسواق العالمية.
وختم وزير الخارجية بالقول: «نحن مدينون للشعب ولسنا دائنين له، وواجبنا خدمة الأمة، وستكون الدبلوماسية الاقتصادية إحدى الأدوات الأساسية لتحقيق هذه المهمة».