وزارة الخارجية السعودية أكدت في بيان رسمي أن التحركات العسكرية التي شهدتها المحافظتان جرت دون موافقة ما يسمى بتحالف دعم الشرعية معربة عن أملها في أن يبادر المجلس الانتقالي إلى إنهاء التصعيد وسحب قواته بشكل عاجل وسلس، وتسليم حضرموت والمهرة إلى قوات ما يسمة بدرع الوطن الموالية لها.
وتعد قوات درع الوطن تشكيلا عسكريا يمنيا مدعوما ومسلحا من قبل السعودية وتضم عناصر سلفية، وتراهن عليها الرياض كقوة بديلة لإعادة ترتيب النفوذ الأمني والعسكري في المناطق الشرقية.
هذا الموقف السعودي يأتي بالتزامن مع ما كشفته صحيفة الغارديان البريطانية عن حشد سعودي كبير يضم نحو عشرين ألف مقاتل من قوات درع الوطن، على الحدود، في مؤشر اعتبره مراقبون تحولا لافتا في السياسة السعودية تجاه الصراع الحاصل بينها والامارات في جنوب اليمن.
مصادر يمنية تحدثت عن تصاعد حدة الخلاف بين السعودية والإمارات حول مستقبل جنوب اليمن، مشيرة إلى وجود تباين عميق في الرؤى والأهداف.
شاهد أيضا.. الرياض ترفض تحركات الإنتقالي في شرق اليمن
وبحسب هذه المصادر، فإن الإمارات تدفع باتجاه تقسيم جنوب اليمن بشكل كامل عبر دعم المجلس الانتقالي وتمكينه ميدانيا وسياسيا، بينما تسعى السعودية، وفق رؤيتها، إلى تقسيم الجنوب إلى منطقتين نفوذ، بما يضمن لها حضورا مباشرا في المحافظات الشرقية ذات الأهمية الجغرافية والاستراتيجية.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تعكس إعادة رسم لخريطة النفوذ داخل الجنوب اليمني، وتكشف عن صراع مكتوم بين الرياض وأبوظبي، انتقل من التنافس غير المعلن إلى مواقف سياسية وأمنية أكثر وضوحا، ما ينذر بمرحلة جديدة من التعقيد في المشهد اليمني حسب المراقبين.