وهنأ عراقجي المواطنين المسيحيين، ولا سيما الطائفة الأرمنية في إيران، بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح (عليه السلام)، مساء الجمعة، على هامش زيارة قام بها إلى كنيسة "وانك" التاريخية في أصفهان، مؤكداً على مكانتهم التاريخية في تشكيل الهوية الوطنية للبلاد.
وأضاف، مشيراً إلى تاريخ الوجود الأرمني العريق في إيران: "تُعتبر الطائفة الأرمنية جزءاً لا يتجزأ من النسيج الثقافي والاجتماعي والحضاري لإيران منذ أكثر من أربعة قرون، ولا يمكن إغفال دورها الفاعل في مختلف المجالات التاريخية والفنية والوطنية".
وأكد وزير الخارجية على الوحدة والتلاحم الوطنيين، قائلاً: "لا وجود لأي شعور بالتمييز أو التباعد بين الإيرانيين، فجميع المواطنين، بغض النظر عن دينهم، ينتمون إلى إطار هوية إيرانية واحدة. إن ذكرى الشهداء الأرمن والمسيحيين الذين ضحوا بأرواحهم إلى جانب أبناء هذا الوطن دفاعاً عن إيران، دليلٌ واضح على هذا الرابط الوطني العميق".
ووصف عراقجي تعايش الأرمن والمسلمين في إيران بأنه مثالٌ ناجح وفريد من نوعه للتفاعل بين الأديان، قائلاً: "إن هذا المستوى من التعايش السلمي، القائم على الاحترام المتبادل، نموذجٌ مُلهم نادرًا ما يُرى في أجزاء كثيرة من العالم".
وفي جزء آخر من كلمته، اعتبر كنيسة "وانك" في أصفهان رمزًا ملموسًا لهذا التقارب الثقافي، وأضاف: "يُظهر هذا الصرح القيّم كيف أن الفن الإيراني والأرمني، فضلًا عن مظاهر الفن الإسلامي والمسيحي، قد أبدعت عملًا فنيًا خالدًا وفريدًا يعكس الصلة التاريخية بين الثقافات في إيران".
وفي إشارة إلى النهج المبدئي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال السياسة الخارجية، صرّح وزير الخارجية قائلاً: "لا فرق في وزارة الخارجية بين أبناء الوطن، فالمصالح الوطنية تشمل مصالح جميع الإيرانيين. كما أن الأمن القومي مفهوم شامل يضم جميع الأعراق والأديان والفئات الاجتماعية في البلاد، ولا تمييز في هذا الشأن".
وأكد عراقجي قائلاً: "كلنا إيرانيون، وفي سبيل حماية إيران، يكتسب الجهد والمثابرة والتضحية معنىً، وهي حقيقة أثبتتها التطورات والأحداث الأخيرة بوضوح مرة أخرى".
المزيد: إيران: ندين بشدة الهجوم الإرهابي على مسجد "الإمام علي (ع)" في سوريا
وفي الختام، رحّب بالأسقف الجديد الذي وصل لتوه إلى إيران، متمنياً له إقامة طيبة، واعرب عن أمله في أن يؤدي مهمته على أكمل وجه بالتعاون مع الطائفة الأرمنية.
يذكر ان وزير الخارجية قام بزيارة إلى أصفهان لحضور عدة اجتماعات، بما في ذلك اجتماع مع نشطاء اقتصاديين ورجال أعمال وإحياء ذكرى الاستاذ الراحل علی اکبر برورش، احد مسؤولي الدولة السابقين.