يدخل إضراب الأسرى عن الطعام يومه الثالث عشر في سجون الاحتلال الإسرائيلي النازي ، مطالبين بأقل الحقوق الإنسانية النصوص عليها في كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحقوق الأسرى.
بدا الأسرى معركة الكرامة والحرية ، معركة الأمعاء الخاوية رغم جبروت الاحتلال وإدارة مصلحة سجونه العنصرية ، ليعلنوا للعالم اجمع أننا مع الجوع وضد الركوع ، وقفوا رافضين لممارسات الاحتلال وجرائمه التي تمارس بحقهم ليل نهار، وللأسف أمام أنظار العالم الحر الذي يدعي الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان .
إن جرائم الاحتلال المستمرة التي يمارسها بحق أسرانا أصبح لا مجال للقبول بها ، فمن سياسة العزل الانفرادي إلى المداهمات الليلية والتفتيش العاري ، إلى الإهمال الطبي والمنع من الزيارة ، إلى الحرمان من التعليم ومنع القنوات الفضائية العربية، إلى العديد من الممارسات العنصرية التي لا مجال لحصرها هنا ، وأمام هذه الجرائم التي تنتهك فيها حقوق أسرانا ، انتفض الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، لينقلوا رسالتهم للاحتلال وللعالم الذي يطالب بالإفراج عن شاليط ، أننا الأسرى لن نقبل بهذه الممارسات العنصرية التي تمس كرامتنا وحريتنا وحقوقنا ، وسنواجهها بأجسادنا وأمعاءنا الخاوية ، ولن نتراجع حتى نيل حقوقنا أو أن نلقى الله شهداء.
لقد نجح أسرانا في الماضي القريب بتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال الوثيقة التي أعدها الأسرى ، والتي عرفت بوثيقة الأسرى والتي أنجزت بموجبها المصالحة الفلسطينية وتحققت على ارض الواقع ، فكان لأسرانا الإبطال الفضل الأكبر على إعادة اللحمة الفلسطينية بين الأشقاء الفلسطينيين .
واليوم يعود أسرانا ليوحدوننا مرت أخرى ولكن بآلامهم وجوعهم وتضحياتهم من خلال الإضراب المفتوح عن الطعام ، حيث توحد الشعب الفلسطيني وفصائله وقياداته المختلفة خلف قضية الأسرى التي تحظى بإجماع فلسطيني لا يختلف عليه احد ، ورأينا المشهد الذي غاب طويلا عن الساحة الفلسطينية ، وهو وقوف الفرقاء الفلسطينيون صفا واحدا تضامنا مع الأسرى ، حيث وقفت حماس إلى جانب فتح إلى جانب الجهاد والجبتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب ، وكافة الفصائل الفلسطينية في الاعتصامات أمام مقرات الصليب الأحمر في مختلف محافظات الوطن ، معلنين تضامنهم مع الأسرى في المطالبة بحقوقهم الإنسانية العادلة .
وقفت كافة الفصائل الفلسطينية موحدة لتقول لهذا المحتل الإسرائيلي أن قضية الأسرى خط احمر لا يمكن تجاوزه ، ولن نسمح بالمس بالأسرى محذرين من بوادر انتفاضة ثالثة إذا تم المس بحياة احد الأسرى في السجون الإسرائيلية النازية ، لأن كرامة الأسرى من كرامة الشعب الفلسطيني كله ؛ لأنهم هم الذين يدافعون عن كرامة الأمتين العربية والإسلامية جمعاء .
فإلى قادتنا وفصائلنا الفلسطينية نقول ، أما آن لنا أن نقف لحظة صدق مع أنفسنا ومع معاناة أسرانا وشعبنا ، وان نغتنم هذه الفرصة لانجاز المصالحة الفلسطينية ، ولنقف صفا واحدا في مواجه ممارسات وجرائم الاحتلال ، آما آن لنا أن نحقق ما يصبوا إلية كافة الأسرى والمبعدين وباقي شرائح شعبنا الفلسطيني ، أما آن لنا أن نرحم آلام هؤلاء الأسرى وجوعهم وتضحياتهم ، هل سننجح بتحقيق المصالحة الفلسطينية على ارض الواقع ؟ لكي نرتقي إلى مستوى تضحيات وآلام الأسرى الإبطال الذين لولا تضحياتهم لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم .
قادتنا وفصائلنا الوطنية والإسلامية إننا الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وكذلك الأسرى اليوم ، بحاجة إلى أفعال وليس إلى أقوال ، بل إننا بحاجة إلى التوافق وتحقيق المصالحة على ارض الواقع في أسرع وقت ممكن ، من اجل الارتقاء إلى مستوى وحجم تضحيات وجوع وآلام الأسرى الأماجد ، أم أننا سنظل في ظلام ووحل هذا الانقسام المقيت الذي لا يستفيد منة احد سوى الاحتلال الظالم .
أما للأسرى فنقول ؛ أسرانا الإبطال تأكدوا أنكم لستم وحدكم في هذه المعركة ، بل أن شعبكم في الداخل والخارج معكم ، وكذلك كافة الأحرار في العالم يقفوا إلى جانبكم في قضيتكم وحقوقكم العادلة ، وسيأتي اليوم الذي ستبزغ فيه شمس الحرية والاستقلال لا محالة ، وسينجلي هذا الاحتلال المجرم عن أرضنا ومقدساتنا بإذن الله