واوضح آية الله خامنئي في كلمة له اليوم السبت امام حشد من أهالي مدينة جيلانغرب خلال زيارته الحالية لمحافظة كرمانشاه، غربي البلاد، أن أبناء إيران الصامدين و خصوصاً الشباب منهم هم المدافعون اليقظون عن حدود الهوية و الشخصية و الشرف الوطني و الديني.
وأشار قائد الثورة إلي الإتهامات الإرهابية الأخيرة التي وجهتها أمريکا للجمهورية الإسلامية في إيران مؤکداً: العدو يشق علي نفسه و يتخبط من أجل عزل الشعب الإيراني و نشر التخويف من إيران، لکنه و کما في السابق لن يجني من ذلك سوي کراهية الشعوب اللامتناهية للنظام الأمريكي، و زيادة حب الناس لشعارات الشعب الإيراني المجيدة.
ووصف قائد الثورة، الصمود العظيم للأهالي الغياري الأعزاء في هذه المدينة خلال فترة هجوم النظام البعثي (العراقي المقبور) من مفاخر الشباب في هذه المنطقة، و أشار إلي زياراته المتکررة لجيلانغرب و المناطق المحيطة بها طوال ثمانية أعوام من الحرب المفروضة مضيفاً: ليعلم شباب هذه المنطقة أنهم تربّوا في أحضان عوائل تعدّ شجاعتها و بطولاتها و غيرتها في ملحمة الدفاع المقدس مبعث فخر حقيقي، و دليلاً علي وجود أرضيات معنوية و إنسانية قيّمة.
و اعتبر آية الله خامنئي الفترة الحالية هي فترة دفاع مقدس عن الهوية و العزة الوطنية و المعتقدات الإسلامية المتينة، و قال منوهاً: کل البنات و البنين الشباب و النساء و الرجال المؤمنين الذين لم يعيشوا فترة الدفاع العسکري عن البلاد و الشعب، لهم اليوم دورهم و بنفس المعنويات في ميادين الدفاع عن الشرف و الشخصية الوطنية و الإسلامية العظيمة.
و عدّ سماحته الحفاظ علي ذکريات الدفاع المقدس الغزيرة المعاني من العوامل المؤثرة في الحفاظ علي الهوية الوطنية، و أشاد بالسيدة المتدينة الشجاعة من جيلانغرب التي قتلت في تلك الفترة عدداً من العسکريين الأعداء و أسرت عدداً آخر قائلاً: الحفاظ علي ذکريات صمود الأهالي في جيلانغرب، و قصر شيرين، و إسلام آباد، و سر بل ذهاب، و باقي مناطق البلاد له من الأهمية في الحفاظ علي الهوية الوطنية بحيث يجب علي الشخصيات البارزة و العلماء و العناصر الناشطة و المفکرة أن تشعر بالمسؤولية في هذا الصدد.
و اعتبر قائد الثورة إنکار الهوية الإسلامية للشعب الإيراني المناض البطل، و عزل الجمهورية الإسلامية أهم أهداف الهجمات المتواصلة التي تشنها جبهة الاستکبار مذکّراً: أمريکا و أوربا و الحکومات التابعة لها تتخبط و تکاد تقتل نفسها من أجل کسر مقاومة الشعب الإيراني، و هذا واقع يدل علي علو القيمة التاريخية لصمود هذا الشعب العزيز علي مبادئه.
واعتبر آية الله خامنئي الضجة التي أثارتها في الأيام الأخيرة وسائل الإعلام التابعة للشبکة الصهيونية الدولية حول دعم إيران للإرهاب حلقة من المؤامرات المتتابعة لمستبدي العالم مضيفاً: إنهم بتوجيههم بعض التهم الفارغة و الخالية من المعني لعدة إيرانيين يحاولون التشبث بذريعة للهجوم إعلامياً و سياسياً علي الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتهمة دعم الإرهاب، لکن هذه المؤامرة أيضاً لم تنجح و لن تنجح، و ستبقي کسائر ممارساتهم عديمة الجدوي و الأثر، و سوف تؤدي خلافاً لتصوراتهم إلي مزيد من العزلة لهم.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلي واقع المنطقة و العالم و الأحداث فيهما، و أوضح أن النظام الأمريكي نظام معزول و مکروه في أعين شعوب العالم ملفتاً: رئيس الجمهورية الأمريكي الحالي زار قبل سنتين مصر من أجل خداع الرأي العام في المنطقة، و اليوم ترفع الشعوب في نفس هذا البلد و سائر بلدان المنطقة الشعارات المناهضة لأمريکا.
و أشار قائد الثورة إلي خوف الرئيس الأمريكي من شعوب المنطقة مضيفاً: هذا الشخص، حتي عندما سافر إلي أفغانستان المحتلة من قبل القوات الأمريکية و الناتو لم يخرج من قاعدة بغرام الجوية، و لم يتجرأ علي الذهاب إلي کابول، لأنه معزول بين الشعوب و يخاف منها.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلي تنامي نهضة وول استريت في مختلف مدن أمريکا، و أکد مخاطباً ساسة هذا البلد: إنکم معزولون حتي بين شعبکم و تخافون من أکثرية الشعب، ثمّ تريدون بالکلام الفارغ نشر التخويف من إيران؟!
و ثمّن سماحته صمود الشعب الإيراني، و أضاف محذراً ساسة الاستکبار: تذکروا هذه النقطة و هي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية نصيرة للشعوب المظلومة و تکافح ضد الظالمين و تعارضهم، و تقف بکل کيانها ضد تعسفکم و جشعکم، و لن تتراجع عن أي مبدأ من مبادئها.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلي حب الشعوب و مناصرتها لشعارات الجمهورية الإسلامية مضيفاً: مقابل هذا الشوق المتصاعد، تناصر الساسة الأمريکان أقلية من واحد بالمائة، و هذا الواقع علي الضد تماماً من مکانة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
و أوصي سماحته شباب البلاد بمعرفة قدر هذه المکانة و الإمکانية العظيمة مضيفاً: البلد هو لشباب إيران الأعزاء، و علي الجيل الشاب المتحمس بمشارکته الأوسع في ميادين العلم و التقنية و سائر المجالات و مواجهته الذکية لنفوذ الأعداء إعداد نفسه لمستقبل إيران المشرق.
و لفت قائد الثورة الإسلامية إلي التنامي المضطرد للنهضة الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط البالغة الأهمية مؤکداً: شباب البلد الواعون يحرسون الإسلام باعتباره عامل الخلاص و الإنقاذ المادي و المعنوي، إذ لا مراء في أن المستقبل للإسلام، و راية الإسلام سوف ترفرف إن شاء الله تعالى في کل المنطقة، و سوف تتکوّن منظومة مقتدرة متحدة عزيزة من شعوب المنطقة.