وقال الجورشي في تصريح خاص لقناة العالم الإخبارية اليوم الأحد، ان "التونسيين اليوم يعيشون عرسا حقيقيا ولقد كنا متخوفين في بادئ الأمر من نسبة اقبال التونسيين على صناديق الاقتراع خاصة وان بداية التسجيل كانت ضعيفة وتوحي بأن الراي العام مازال مترددا ولكن ماشهدناه صباح اليوم مؤشر على نضج التونسيين وعلى ايمانهم بممارسة حقهم في الانتخاب وحقهم في اختيار ممثليهم".
وأضاف، "ان الشعب التونسي الذي بدأ اول ثورة في الساحة العربية ستغير المشهد الاقليمي برمته وربما العالمي، أثبت اليوم بأنه جدير بالديمقراطية وهو يخوض اول تجربة ديمقراطية تعتمد على الثقة وعلى المشاركة الواسعة والقدرة على الالتزام بقواعد العملية الانتخابية النزيهة والشفافة".
واعتبر المرشح المستقل بالانتخابات التونسية، أن المشاركة الواسعة للتونسيين في الخارج بعملية الاقتراع شكلت حافزا قويا للتونسيين في الداخل ما دفعهم الى المشاركة بشكل واسع وفعال في الاقتراع، حتى ان احد المواطنين اخذ البيان الانتخابي لي كمرشح وناقشني بجزئيات لم اكن اتوقع بأن يتوقف عندها مواطن، معربا عن اعتقاده بأن هناك وعيا جديدا اخذ يتشكل عند ابناء الشعب التونسي وهناك راي عام ديمقراطي في حالة تبلور.
وتابع الجورشي، "اذا احسن التونسيون اختيار ممثليهم واذا تحمل الفائزون في الانتخابات مسؤولياتهم بوعي في صياغة الدستور فاني اعتقد ان كل المؤشرات تدل على ان تونس الغد ستكون مختلفة تماما عن تونس الأمس وتونس اليوم".
ورأى ان تأخير انتخابات المجلس التأسيسي في تونس من سبتمبر الى هذا اليوم في تشرين الاول، كان له العديد من السلبيات ولكنه كان ضروريا فلم تكن هناك امكانية من الناحية التقنية ان تجرى الانتخابات في 23 سبتمبر، موضحا ان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تمكنت اليوم من ان توفر كل الشروط لاجراء انتخابات نزيهة ومستقلة كما منحت الناخبين الوقت الكافي لاختيار مرشحيهم ومنحت المرشحين والاحزاب ايضا الفرصة لأن تعد وتطرح برامجها بشكل افضل".
وأشار صلاح الدين الجورشي، الى ان هناك تيارات رئيسية تفرض نفسها على المشهد السياسي في تونس وهذه التيارات لايمكن تجاوزها بقطع النظر عن النسب التي ستحصل عليها، مؤكدا ان الاسلاميين بحكم موقعهم السابق لهم اقدمية في التواجد بالساحة والاضطهاد الذي تعرضوا اليه وبعض النضج الذي ابدوه كل هذا شكل عناصر صالحة لوجودهم على الصعيد السياسي بالرغم من ان للاسلاميين خصوما ومنافسين كما ان هناك جزءا هاما من الرأي العام يطرح تساؤلات وهو متخوف من صعود هذه القوى ي (الاسلاميين).
واعرب المستقل بالانتخابات التونسية عن أمله بأن يعكس المجلس التأسيسي القادم كل التنوع الموجود في تونس على المستوى السياسي والثقافي والجهوي وعلى مستوى النساء والشباب لأن وجود مجلس تأسيسي سيصوغ دستور يهيمن عليه طرف واحد او اطراف حزبية محدودة ستكون لها تداعيات سلبية او يخشى ان يؤثر سلبيا على صياغة الدستور الذي يجب ان يكون جامعا لكل التونسيين.
ولفت صلاح الدين الجورشي الى ان أمام المجلس التأسيسي مهمتان الاولى هي تشكيل حكومة واختيار رئيس مؤقت جديد يعملان بجد لمعالجة العديد من الملفات العاجلة والملحة لدى التونسيين والمهمة الثانية هي صياغة الدستور، معربا عن خشيته بأن يؤدي صراع الاحزاب فيما بينها من اجل حيازة مراكز اكثر في الحكومة الى إلهاء المجلس ما يجعل التونسيون يعيشون حالة محاصصة حزبية على حساب صياغة الدستور الذي يجب ان تعطى له الاولوية.
MO-23-12:37