عودة غلعاد شليط الى الديار بعد 1941 يوما لم تنه فقط قصة الاختطاف بل اختتمت ايضا الانتفاضة الثالثة.
عودة غلعاد الى الديار هي نقطة نهاية لجولة اخرى من العنف، ولكنها ايضا بداية لخطوة سياسية جديدة بيننا وبين الفلسطينيين، مثل اتفاقات اوسلو التي جاءت في اعقاب الانتفاضة الاولى، 1987 ـ 1993. في الشرق الاوسط، بعد أن يستنفد الطرفان الصراع المادي الدموي، فانهما يكونان ناضجين لفترة قصيرة على الاقل للفصل السياسي. هذا ما يعلمنا اياه التاريخ.
التسوية التي بدايتها شليط هي نقطة بداية هامة لفحص علاقاتنا مع المنظمة الاسلامية التي سيطرت على غزة بالقوة. نحن لا نحبها بل ووضعنا قواعد لا ينبغي التراجع عنها وتم الاعتراف بها دوليا حول متى يمكن الحديث معها. ولكن الواقع يفيد بان حماس هي رب البيت في غزة، واذا كنا نريد ضمان الهدوء لفترة طويلة بل وربما ضمان مشاركة مستقبلية لحماس في التسوية الاسرائيلية ـ الفلسطينية فان علينا أن نثبت ارادة طيبة واستعدادا لفحص من جديد للحقائق القديمة: مثلا الحصار البحري والبري على غزة جاء للضغط على حماس لتحرير شليط. وقد حصل الامر، وعلى أي حال سبق أن خففنا الحصار في اعقاب مرمرة.
لعله يمكن مواصلة الطريق الى الامام. السلام الاقتصادي حسب رئيس الوزراء نفسه هام. الناس الجوعى والعاطلون عن العمل من الجهة الاخرى للحدود هم وصفة للعنف.
اسرائيل ملزمة بان تتأكد من عدم دخول الوسائل القتالية والمخربين الى القطاع وعدم الخروج منه، ولكن العقاب الجماعي هو أمر لا داعي له من حيث الجوهر.
في العلاقات بيننا ايضا وبين السلطة الفلسطينية توجد لرئيس الوزراء فرصة لفصل جديد. الفلسطينيون يفهمون الان بانه توجد معارضة دولية ولا سيما في مجلس الامن لقبولهم وانه على رأس المعارضين تقف الولايات المتحدة. وبالنسبة لهم ايضا هذه لحظة حساب للنفس. بعد الفشل الفلسطيني بالذات ينبغي لرئيس الوزراء ان يثبت عمليا بان اسرائيل مستعدة للتسوية. وقد رسمت الرباعية جدول أعمال ومسار وطلبت الا تكون استفزازات . قرار الفحص المفاجيء لمكانة المستوطنات غير المقرة هو صفعة للرباعية وللامم المتحدة.
رئيس الوزراء أثبت بان في وسعه ان يتخذ قرارات قيادية، واحدا على الاقل. صفقة شليط قربته من المكان الذي ترى فيه الامور من هنا على نحو لا يرى من هناك . سنتان في المنصب وائتلاف مستقر هما سند موثوق للخطوات التالية.على رئيس الوزراء أن يسير الى الامام. أركض، يا بيبي، أركض.
معاريف
نحمان شاي
23/10/2011