وقال جبلون في حوار خاص لقناة العالم الاخبارية مساء الثلاثاء: نحن حزب ناضل من أجل الديمقراطية في زمن الاستبداد، والديمقراطية هي أحد أهم أولوياتنا، واليوم عندما يعبر الشعب التونسي عن رأيه بديمقراطية كاملة، لايمكن الا أن ننحني أمام هذا الاختيار، ولايمكن ان نشكك في نزاهة الانتخابات لاننا نقدر العمل الكبير الذي قامت به الهيئة العليا للانتخابات وسنعمل في المستقبل بأن نوصل صوتنا للشعب أكثر.
وأضاف: بالتأكيد عندما حدثت الثورة التونسية يوم 14 جانفي كانت نقلة نوعية للجميع، ومن وقتها يقول التونسييون بأنهم لم يفرحوا بثورتهم وجاء يوم الانتخابات 23 اكتوبر وكان تتويجا لهذه الثورة، وعبر فيه الشعب التونسي عن فرحته بثورته وذهب الى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة ومثل عرسا حقيقيا لهذه الثورة.
وأعرب عضو الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي عن سعادة حزبه بهذه المشاركة الكبيرة رغم ان النتائج في النهاية لم تكن لصالحهم، مشيرا الى أنهم في الحزب لم يتوقعوا النتيجة نظرا للمجهود الذي قاموا به في الحملة الانتخابية ونظرا لما أظهرته استطلاعات الرأي قبل الانتخابات حسب تعبيره.
ورأى السياسي ان تقييم سبب عدم حصول حزبه على نتيجة جيدة في هذه الانتخابات يمكن ان يكون سابقا لأوانه، وأنهم سيقومون بتقييم جذري لمردودهم، مضيفا: من الواضح ان الشعب التونسي اختار توجها معينا، وخطابا معينا ونحن نقدر هذا الاختيار وسنعمل في المستقبل على فهم أولويات الشعب التونسي أكثر.
وصرح بأنهم كحزب منافس يقبلون بوجود حزب النهضة في الساحة السياسية، خاصة وأن الشعب التونسي هو الذي اختاره، مشيرا الى أن خطاب قيادات حزب النهضة كان دائما معتدلا، ويطمئن الشعب التونسي على المكتسبات التي حققها في السنوات الماضية ويعده بالمواصلة على نفس المنوال.
ونوه الى أن المشكل الذي يجعل بعض التونسيين يتخوفون مما قد يحصل في المستقبل، هو أنه بالاضافة للخطاب القادم من الجهات الرسمية فان هناك خطابا آخرا يأتي من قواعد حركة النهضة ويكون مختلف قليلا وأحيانا كثيرا عن خطاب النهضة .
وقال: مثلا عندما نسمع قيادة النهضة تتحدث عن حرية المعتقد المحافظة على مجلة الاحوال الشخصية التي هي احد الكاسب التي يفتخر بها كل التونسيين، المحافظة على حقوق المرأة، لكننا عندما نسمع أحيانا من بعض قواعد النهضة لانسمع نفس الخطاب بل نسمع أناس يشككون في مجلة الاحوال الشخصية مثلا .
وأضاف: هذا يبعث رسائل تخيف بعض التونسيين ويمكن ان تفسر هؤولاء الذين خرجوا في مظاهرات صفيرة احتجاجا على فوز هذا الحزب، والمسؤولية الان لدى قيادات حزب النهضة في ان تبعث رسائل تطمئن الشعب التونسي
وأشار الى أن التنوع الموجود اليوم في المجلس التاسيسي، ولو انه فيه أغلبية من حركة النهضة، يعطي أملا للتونسيين انهم على المسار الصحيح ، وسيمكنهم من تأسيس ديمقراطية حقيقية.
ونوه الى أن وجود مصالح لدول غربية ودول كبرى قد يدفعها للتدخل بالشأن التونسي، ولكن بالديمقراطية التي سوف يشكلها الشعب التونسي سيشكل حصانة ضد التدخل الخارجي وستكون له سيادة كاملة على بلده ولكن هذا لايمنع ان الانفتاح على الخارج والتحاور معهم من أجل مصلحة تونس.
A.D 25- 22:02