معتمد السيستاني بكربلاء يحذر من ظاهرة الاتجار بالبشر

معتمد السيستاني بكربلاء يحذر من ظاهرة الاتجار بالبشر
الجمعة ١٨ نوفمبر ٢٠١١ - ١٢:٢٢ بتوقيت غرينتش

حذر معتمد المرجعية الدينية بكربلاء، الجمعة، من تنمي ظاهرة الاتجار بالبشر، محملا الأجهزة الأمنية مسؤولية حفظ الأمن في البلاد، سيما بعد الانسحاب الأميركي.

وقال عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة في العتبة الحسينية، إن "تقارير دولية صدرت مؤخرا أشارت إلى اختفاء آلاف الأشخاص، سيما في العاصمة بغداد"، معربا عن قلقه من "تنامي الظاهرة الغريبة على المجتمع العراقي".

وأضاف الكربلائي أن "الفقر يعد أبرز الأسباب التي تقود بعض الأسر إلى التخلي عن أفرادها مقابل المال"، مشيرا إلى أن "عشرات الآلاف من الأسر فقدت معيليها، بسبب ما شهدته البلاد من أحداث عنف، وباتت الأمهات فيها غير قادرات على توفير ما يحتاجه أفراد الأسرة من مستلزمات الحياة".

ودعا الكربلائي، الحكومة العراقية والمؤسسات غير الحكومية والميسورين في البلاد إلى "العمل على تطويق الظاهرة، ومنع اتساعها، من خلال التقليل من نسب الفقر سواء بالمنح والبرامج الحكومية، أو من خلال التبرعات التي يجود بها الميسورون"، لافتا إلى "أهمية سن البرلمان العراقي قوانين تمنع الاتجار بالبشر، وتضع عقوبات صارمة بحق المتورطين به، لأن الظاهرة محرمة شرعا وأخلاقا".

وكان تقرير صدر في التاسع من الشهر الجاري، عن منظمة التغيير الاجتماعي للتعليم في الشرق الأوسط،، وهي منظمة غير حكومية ومقرها لندن، كشف عن اختفاء 4000 فتاة عراقية منذ 2003 مرجحا أن تكون الفتيات المختفيات قد وقعن في قبضة العصابات المتاجرة بالبشر بهدف الاستغلال الجنسي أو الاستعباد.

وفي ذات السياق حذر الكربلائي من "تراجع مستوى القيم في أوساط الصغار والمراهقين"، موضحا أن "التدخين وتعاطي المواد المخدرة والإدمان على مشاهدة الأفلام الفاضحة بواسطة الانترنت والتلفزيون ظواهر متزايدة".

وطالب الكربلائي، المسؤولين التربويين والمعلمين وأولياء الأمور بـ"بذل المزيد من الجهود بهدف بث الوعي التربوي والحث على الالتزام بالأخلاق والقيم الاجتماعية، وأن يولي المعلمون أهمية للمستوى العلمي، كما عليهم أن يولوا ذات الأهمية للجانب الأخلاقي لدى التلاميذ".

ولفت الكربلائي إلى أن "نشوء الصغار على العادات السيئة يجعلهم عبئا على المجتمع في المستقبل وأن العراق بحاجة في المرحلة المقبلة إلى جيل أفضل من الجيل الحالي وليس العكس".

وفي جانب آخر اعتبر الكربلائي مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي مهمة للوقوف على مدى قدرة القوات العراقية على حفظ الأمن في البلاد، ويحتاج العراقيون إلى طي صفحة الماضي المؤلمة والاعتماد على قدراتهم في حفظ الأمن"، مشددا على "ضرورة أن تثبت القوات الأمنية العراقية جاهزيتها وقدرتها على التعامل مع الملف الأمني".

وحذر من أن "أي إخفاق من قبل القوات الأمنية في حفظ الأمن سيزعزع ثقة العراقيين بها"، مبينا أن "العديد من الجهات التي تتربص بالعراق تنتظر أي ثغرة في أداء القوات العراقية بهدف استغلالها لإحداث البلبلة في البلاد".

يذكر أن  الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني 2008 تنص على وجوب أن تنسحب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 كانون الأول من العام  الحالي،2011 بعد أن انسحبت قوات الولايات المتحدة المقاتلة بموجب الاتفاقية، من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران 2009.

تصنيف :