وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير، وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف في بداية مؤتمر "الخليج والعالم" الذي يعقد حاليا في الرياض، إن" إيران تتصرف على نحو يشير إلى عدم اهتمامها بمبادئ الاحترام المتبادل مع دول مجلس التعاون"، عبر ما اسماه "التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، ومضيها في تطوير برنامجها النووي وتجاهل مطالبات العالم ومخاوفه من سعيها لتطوير هذا السلاح ، الأمر الذي يخلق تهديدا جديا للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي" على حد زعمه .
بيد أن الأمير تركي قال إن من حق إيران وبقية دول المنطقة الاستعمال السلمي للطاقة النووية، شريطة أن يبقى ذلك تحت إشراف ومراقبة الوكالة الدولية الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
ويبدو ان فيصل قد تجاهل تدخل ما يسمى بدرع الجزيرة الذي يشكل اغلبية قواته من السعودية ، في شؤون البحرين ومساعدة السلطات هناك في قمع التظاهرات الشعبية السلمية المطالبة بالتحول الديمقراطي للحكم .
كما تناسى فيصل قيام قوات الامن السعودية بقمع المسيرات الاحتجاجية في مدينة القطيف والعوامية بالمنطقة الشرقية للبلاد والتي تطالب بالحقوق السياسية والمدنية واحترام حقوق الإنسان واطلاق سراح آلاف المعتقلين الذين لم يحاكموا بما في ذلك السجناء المنسيين. بالاضافة الى دور السعودية في دعم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لضرب معارضيه المنادين باطاحته ومساندته في قمع مناهضيه بشتى الوسائل ومده بالسلاح والعتاد، والضغط على المعارضة لتوقيع مبادرة مجلس التعاون التي منحت الحصانة القضائية لصالح ولاقربائه واعوانه، رغم رفض شباب الثورة اليمنية الشديد الذي يطالب بتقديمه للمحاكمة لارتكابه جرائم ضد الانسانية بحق شعبه.
من ناحية اخرى، قال تركي بن سعود إن المنطقة تشهد تحولات عميقة لم تشهد مثلها من قبل في إطار ما أصبح يعرف بالربيع العربي، مشددا على "ضرورة الوقوف وقفة مسؤولة للحفاظ على دول المنطقة ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية، وعدم إغفال المطالب المشروعة للشعوب".
وقال إن التحديات التي تواجهها دول مجلس التعاون تمثل تهديدا للأمن القومي والاستقرار العالميين لما تملكه هذه الدول من احتياطيات ضخمة من النفط والغاز، معتبرا أن الأزمات برهنت للجميع صعوبة السيطرة عليها بشكل انفرادي مما يعني أن "التعاون الدولي هو السبيل الوحيد لمواجهتها بصورة فعالة ومؤثرة".
كما دعا المسؤول السعودي المجتمع الدولي إلى وجوب الضغط على الكيان الاسرائيلي بحزم للتخلي عن منطق القوة، وتبني خيار التسوية والاعتراف للشعب الفلسطيني بحقه في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ومن المقرر أن يناقش المؤتمر في سبع جلسات القضايا المتصلة بالربيع العربي، ومجموعة من المواضيع المهمة المتعلقة بمنطقة الخليج الفارسي منها دور دول مجلس التعاون في المتغيرات الدولية والإقليمية، والتغييرات السياسية في المنطقة وانعكاساتها، والبيئة الأمنية الإقليمية للمنطقة، إضافة إلى تحولات القوى العالمية ودور القوى التقليدية والقوى الصاعدة.
كما يتناول المؤتمر الآفاق المستقبلية للطاقة العالمية، وكيفية المحافظة على النمو الاقتصادي في ظل ظروف اقتصادية متقلبة، والتوقعات بشأن مستقبل المنطقة.
ومن المقرر أن يتحدث بالمؤتمر رئيس الاستخبارات العامة السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز، ووزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان، ووزير النفط السعودي علي بن إبراهيم النعيمي، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج الفارسي عبد اللطيف بن راشد الزياني، ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية العراقية نصير عايف حبيب العاني، وغيرهم من الشخصيات العربية والدولية الأخرى، بينما تغيبت إيران عن فعاليات المؤتمر .
وفي غياب ايران عن المؤتمر وعدم توجيه الدعوة لها فقد تم دعوة قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال جيمس ماتيوس، وأمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن، ومسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، ووزير خارجية الصين يانغ جيتشي، وأمين عام مجلس الأمن الروسي نيكولاي بيتروشوف.