انتصار الدم على السيف... اليوم كما في كربلاء

الثلاثاء ٠٦ ديسمبر ٢٠١١
١١:٢٩ بتوقيت غرينتش
انتصار الدم على السيف... اليوم كما في كربلاء نعيش اليوم ذكرى عاشوراء التي تجاوزت في معانيها ومدلولاتها الالم والحزن على هذه الفاجعة وهذا الخلل في التاريخ الاسلامي الذي اصاب الامة بجرح لازال ينزف حتى اليوم.

لتكون عاشوراء باحداثها وتفاصيلها مرحلة التاسيس لثقافة الثورة في المجتمع الاسلامي بعد وفاة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام  والحركة الاولى للاصلاح وتصحيح المسار للامة عبر مفاهيم الحرية والتضحية من اجل العدالة ورفض الاستبداد. هذه المعاني والقيم التي خرج الامام الحسين عليه السلام من اجلها .. اليوم تخرج الجماهير العربية على امتداد العالم العربي من اجلها  امام حاكم ظالم هنا او هناك  بعد كل هذه القرون من تاريخ عاشوراء وموقعة كربلاء ..

اليوم نحن امام منازلة بين الدم والسلاح تماما كما كانت المواجهه بين الدم والسيف في كربلاء ..وتخرج الشعوب العربية لنفض الركون للاستبداد والثورة على الظلم ناشدة مرحلة جديدة في تاريخ الامة.

انها كربلاء تستعاد في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة في حياتنا ومستقبل منطقتنا تستعاد الارداة نحو التغيير والانعتاق والرغبة في التضحية من اجل مستقبل افضل للاجيال القادمة ..

عندما نرى هذه الشعوب المسحوقة تخرج  لمواجهة الاستبداد ومغتصبي السلطة كل يوم رغم اختلال موازين القوى وامتلاك الطغاة كل انواع السلاح في مواجهة صدور عارية واناس عزل  ندرك عندها ان ثورة الامام الحسين كانت ثقافة لكل مظلوم وملهمة كل طالب حق وحرية . و ان التنوير والنهضة والوصول الى الحرية قد تكون على حساب الجسد والدم.

لان حركة الامام الحسين (ع) لم تكن حركة فئوية او محدودة الهدف ولم تنتهي بالمكان والزمان التي وقعت فيهما بل مثلت حركة انسانية واستشرافيه داخله في صيرورة التاريخ وتدافع الاجيال وبقاء القيم وزوال الطغاة.

فكانت عاشوراء ملهمة للامة الايرانية المسلمة فخرج الدم الايراني لمواجهة سيف الشاه محمد رضا بهلوي ومعاقل الظلم التي ساندته في الغرب وكانت قيم كربلاء حاضرة في مرحلة التحول الايرانيه عبر الثورة الاسلامية عام 1979 والتي كان من ابرز اهدافها نصرة المستضفين في الارض .. والوقوف في صف الدم لمقارعة السيف في كل مكان . فكانت ايران مساندة للشعب الفلسطيني المشرد من ارضه هذا الشعب الذي يقف اليوم بالدم في مواجهة اعتى انواع السلاح الاسرائيلي . هذا الشعب الذي يقتل في كربلاء القدس... وكربلاء غزة....

ومن قيم ثورة الحسين انطلقت المقاومة الاسلامية في لبنان وهناك ايضا كان للدم كلمة حاسمة امام سيوف الكيان الاسرائيلي ووقفت هناك في جنوب لبنان قيم الحسين في وجه معقل اخر من معاقل الظلم في الارض.

لم يثن المقاومين اختلال موازين القوى مع العدو لان موازين القوى تلك لم تثن حفيد رسوال الله عن الذهاب الى الحق .

ولا بد من القول من الناحية الاخرى ان نتائج معركة كربلاء كان لها علاقة كبيرة بما يجري الان في العالم العربي لانه في ذاك الوقت كانت بداية الاستئثار بالسلطة والتوريث والتمسك بالحكم وعدم تركه الا بالثورات الشعبية او الانقلابات العسكرية واستبدال مفهوم ولي الامر التقي الورع  والقدوة  الى المتحكم في شؤون البلاد والعباد الناهب لاموال الشعب الغارق في فساده وانحلاله.

واخيرا نقول في يوم عاشوراء ان المناسبة والالم الذي تحمله والمعاني التي لابد من استلهامها يجب ان تساهم في وحدة الامة الاسلامية . وايا كان الانتماء الاسلامي ايا كانت الطائفة شيعية او سنيه او غيرها من التسميات والصفات والمذاهب. فان ملحمة اسشهاد الامام الحسين عليه السلام  تتجاوز الفئوية و الطائفية لانها فاجعة لكل المسلمين ويوم تامل ومراجعة الذات .. والوقوف مع الحق .. بعيدا عن العصبييات والنظرة الفئوية الضيقة . عظم الله اجر الامة

*كمال خلف ... كاتب فلسطيني

0% ...

آخرالاخبار

واشنطن ترسل معدات عسكرية ثقيلة إلى سوريا


ويتكوف يعلق على المفاوضات التي جرت في ميامي بشأن التسوية في أوكرانيا


الشيخ قبلان: الحكومة اللبنانية تهجم على لبنان بدلا من الهجمة على اسرائيل


مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو


حاطوم: الجيش اللبناني مُقيّد سياسياً ولا يُسمح له بمواجهة الإحتلال!


الفصائل العراقية.. حصر السلاح رهن بخروج قوات الاحتلال


احتجاجات في تل أبيب ضد حكومة نتنياهو


حصار نفطي أميركي يشتدّ: ناقلة فنزويلية ثالثة تقع بقبضة واشنطن!


مصر تتحدث عن شروط المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة


اللواء موسوي: اغتيال اليهود مخطط اسرائيلي للايحاء بمعاداة السامية