وفي لقاء خاص مع قناة العالم الإخبارية اليوم السبت أكد إدريس أن هناك تسابق لدى الجامعة العربية ضمن أجندة وإملاءات أميركية باستعادة المشهد الليبي في سوريا؛ مشيراً في هذا الصدد إلي: مايسمى المعارضة الخارجية التي أصبحت الآن تحمل السلاح ضد الجيش السوري لتنفيذ أجندة خارجية.
وبين أن الجامعة العربية و ضمن الإملاءات الأميركية: عقدت اجتماعاً وحاولت فرض مناخ سياسي شبيه بالذي حدث في ليبيا؛ واستحضار قوة الناتو في محاولة فرض نظام سياسي جديد.
مؤكداً أن أميركا تحاول إحداث وفرض هذه الأجندة على سوريا كرد فعل لمأزقها السياسي والاقتصادي، خاصة بعد إعلان هزيمتها في العراق والخروج منه.
وأوضح د. عاطف إدريس: لكن الموقف الصيني والروسي في مجلس الأمن كان واضحاً برفض هذه الإملاءات وتكرار هذا المشهد؛ كما شكلت زيارة الإسطول الروسي لموانيء وشاطيء طرطوس وتسليمه أسلحة لسوريا بمثابة رسالة واضحة أن روسيا لن تسمح بتكرار المشهد الليبي على الأرض السورية.
وقال إدريس إن هذا الموقف قد اصطدم بموقف الجامعة العربية التي كانت تراهن على أن بإمكانها تنفيذ أجندة شبيهة لليبيا.
وأوضح أن الموقف الروسي قد فرض على الجامعة العربية سلسلة من التراجعات: حيث في بادئ الأمر كان هناك إنذار وإملاء من الجامعة، في حين أن اليوم قد وصل اجتماع وزراء خارجية العرب إلى حائط مسدود بالنسبة لإمكانية استصدار قرار من مجلس الأمن يستحضر المشهد الليبي في سوريا.
وأضاف د.عاطف إدريس: يمكن قراءة هذا التأجيل ضمن واقع سياسي يقول إن سوريا صمدت واستطاعت أن تفرض موقفها الوطني وثوابتها في التمسك بوحدة التراب السوري وهويتها العربية كدولة حاضنة لقضية فلسطين وكدولة مواجهة؛ ولم تستطع الجامعة العربية تنفيذ هذه الأجندة.
وبين القيادي في حركة المرابطون اللبنانية أن مهمة الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط وفي المنطقة العربية هو تحقيق هدفين: الأول ـ هو حماية مصالح إسرائيل ومشروعها العنصري في التوسع والسيطرة وإبادة الشعب الفلسطيني وإلغاء كل مايسمى بقرارات الأمم المتحدة التي تعطي الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني. مضيفاً أن الهدف الثاني هو السيطرة على منابع النفط.
كما أوضح إدريس أن أميركا تستهدف تصدير مشهد إعلامي من خلال السيطرة على النفط؛ حيث تعتبر أن إيران هي المصدر الأساسي من النفط إلى الصين، ولذلك تريد إسقاط النظام في إيران للتحكم بأسواق النفط لكي تفرض أسعاراً للنفط على الصين تحقق من خلالها مواقع اقتصادية جديدة لصالح الاقتصاد الأميركي.
وأكد إدريس أن المشروع في المشرق العربي هو لصالح إسرائيل: إذ بات معروفاً أن سوريا أصبحت منظومة إقليمية؛ وماحققته سوريا في دعم انتصار حزب الله في لبنان وهزيمة المشروع الإسرائيلي العسكري في حرب تموز كان له تصدعات من أهمها أنه أعطى القدرة للمقاومة في حماس بالإنتصار على المشروع العسكري الذي حاولت أن تتقدم فيه إسرائيل من خلال الدخول إلى غزة وسحق المقاومة فيها.
وأوضح: وهنا تكمن الحقيقة أن المقاومة في العراق وغزة ولبنان وفلسطين أعطت نموذجاً كبيراً في أن المقاومة هي الطريق الوحيد لدحر هذا المشروع الأميركي.
12/10 19:38 Fa