ما يقرُب من 9 سنوات للاحتلال الاميركي للعراق ، والعلم الاميركي الذي رُفع بثمنٍ دموي، يُسدَل في بغداد في حفل بمناسبة انتهاء الحرب في العراق يوم الثلاثاء 13-12-2011.
الولايات المتحدة الأميركية، أضخم قوة عسكرية تشهدها البشرية تعيد جنودها من العراق إلى الوطن وتنهي فصلاً من تاريخها، وفي الحقيقة أيضاً (فصلاً من تاريخ) الشرق الاوسط كله.
إسقاط صدام حسين في نيسان 2003، وحرب العراق الثانية، كانا يرتبطان بعمق بالحادي عشر من أيلول، الذي سيكون معركة تراث جورج بوش. وعبثاً يحاول وزير خارجيته آنذاك كولن باول إقناع العالم أن لدى صدام حسين أسلحة دمار شامل.
وقال كولن باول (وزير خارجية أميركا الاسبق في شباط 2003):نعلم من مصادرنا أن هناك كتيبة صواريخ في ضواحي بغداد، نشرت صواريخَ ورؤوساً حربية تتضمن مواد بيولوجية.
وإلى يومنا هذا لم يتم العثور على هذا السلاح في العراق، وتبيّن أن حجة الحرب كان مبالَغاً بها، لكن لم يكن بالإمكان ثني البيت الأبيض وخاصة بوش عن أهدافه.
من جانبه صرح جورج بوش الرئيس الأميركي السابق في كلمة متلفزة في آذار 2003:في هذه الساعة، قوات من الجيش الأميركي والحلفاء، أصبحت في مراحل متقدمة من عملية عسكرية لنزع أسلحة العراق وتحرير شعبه وحماية العالم من خطر كبير.
ولم يكتشف الأميركيون في العراق أسلحة كيميائية ... لكنهم اكتشفوا "أبوكاليبس" (سفر الرؤية) إسلاميا ... ونزيف دماء على شاكلة فيتنام. .. منذ ذلك الحين قُتل آلاف الجنود الأميركيين في العراق.. تابوت خلف تابوت.. ملفوفين بالعلم.. عادوا إلى وطنهم. .. تقريباً 4500 جندي قتيل، و 32 ألف جريح، وكلفة تقارب التريليون دولار، وأكثر من 100 ألف مدني عراقي قتيل. .. وسرعان ما جاءت أيضاً الصور والأدلة على احتلال هدّام.
كان من الممكن التسليم بكل هذا لو أن العراق الجديد كان أفضل بكثير مما كان عليه عراق صدام حسين... الذي تبيّن فيما بعد أنه الموحّد المتوحش لدولة منقسمة. واليوم، وهذا يعترف به الأميركيون، العراق هو منطقة تأثير إيرانية.
وفي تقرير لمراسل MSNBC من العراققال:لقد أسقطت الولايات المتحدة الديكتاتور، الذي استُبدل بنظامٍ شيعي ذو علاقات وثيقة مع إيران. من الصعب تصوّر كيف كان هذا جزءاً من الخطة.
شيعة-ستان يسمّونها في واشنطن. إنه ليس نصراً حلواً، بل ليس نصراً في الأصل.. حتى أوباما يفهم هذا.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمة بمناسبة انسحاب القوات:مستقبل العراق سيكون بيد أبنائه. حرب أميركا في العراق انتهت.
يقول كثيرون اليوم أنه مع سقوط صدام حسين بدأ يتغلغل إدراك في الشرق الأوسط أن سلطة الطواغيت يمكن ويجب أن تنتهي. ربما كانت صور إذلاله البذرة لإذلال مبارك والقذافي.. لقد خبُر الأميركيون الشرق الأوسط وحروبه، وأسالوا هنا دماءهم في العقد الأخير، ومن المشكوك فيه كثيراً أن يرغبوا في سفك دمائهم مرةً أخرى، وهذه المرة على إيران. ببساطة، ربما قاتلوا في الحرب غير الصحيحة.