كما تواصلت في اليمن التظاهرات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام ورفض المبادرات السياسية التي لا تلبي مطالب الثورة.?
وتبدو الأجواء أكثر "فورانا" في ساحة التغيير بصنعاء بعد وصول مسيرة "الحياة" إليها، ورغم هذا التصاعد الثوري، إلا أن تباين المواقف بين الثوار ازاء إتفاق نقل السلطة وآليات التصعيد أفرز بعض الإختلافات والتصرفات المتشنجة.
وقال مانع المطري عضو اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية باليمن لقناة العالم الإخبارية: "اللجنة التنظيمية تنظر الى ما يحدث بأنه خلاف بين بعض المكونات الشبابية، البعض منها محسوب على جبهة الإصلاح، والبعض الآخر محسوب على جماعة الحوثي، واللجنة التنظيمية تدعو كل الأطراف الى أن تتعامل بمسؤولية مع ما يحدث".
ووسط إتهامات متبادلة بين من يقف وراء خلق حالة التوتر هذه غير المسبوقة داخل الساحة، ينبئ المشهد عن تطور خطير جراء إشتباكات وإعتداءات يقول شباب الثورة أنهم تعرضوا لها من قبل ما أسموهم بشباب الأحزاب، متهمين تورط عناصر من الفرقة الأولى مدرع المتكلفة بحماية الساحة، بالإشتراك في هذا الإعتداء أيضا.
وقال خالد المداني مشرف إئتلاف شباب الصمود بساحة التغيير لقناة العالم الإخبارية: "قامت مجموعات من الميليشيا التابعة لحزب الإصلاح وبعض عناصر من الفرقة بالإعتداء على المنصة التي شرع ببناءها شباب مسيرة الحياة في ميدان الشهداء، كذلك الإعتداء على المخيم الطبي لشباب الصمود".
وتبدو الأجواء المشحونة داخل ساحة التغيير شبيهة بالواقع السياسي الذي يعيش حالة من التصعيد بين أطراف العملية السياسية، مما قد يهدد بعرقلة تنفيذ إتفاق الرياض في أي لحظة، خصوصا في ظل تحركات مستمرة من قبل صالح ونظامه، منها إجتماعه بقيادات حزبه قبل مغادرته المتوقعة الى الولايات المتحدة الأميركية مطلع يناير المقبل.
وتعيش المؤسسات الحكومية ثورة أخرى لأول مرة في تاريخ اليمن، ففساد تلك المؤسسات التي يديرها مسؤولون بينهم أقارب وأصدقاء للرئيس صالح، أنتج إستياء شعبيا عارما خلال ما مضى من سنوات، لينعكس الأمر الى ثورات مصغرة نجحت في الإطاحة ببعض الشخصيات المعنية، وما زال منهم من ينتظر.
AM – 27 – 20:50