تشهد الولايات المتحدة جدلا إعلاميا واسعا حول قرار عدد من الشركات سحب إعلاناتها التلفزيونية من برنامج تلفزيون الواقع "اول اميركان موزليم" الذي يصور الحياة اليومية لخمس عائلات مسلمة في ولاية ميشيغن. و قد رضخت الشركات، وآخرها تملك سلسلة محال لبيع المستلزمات المنزلية، لضغوط من جمعية مسيحية محافظة ادعت أن البرنامج يمنح فكرة مغلوطة عن المسلمين.
وقد أفسحت وسائل إعلامية أميركية وبريطانية مساحات واسعة لإظهار رأي هذه الجمعية المتطرفة في البرنامج :
يقول القيمون على برنامج تلفزيون الواقع أول أميركان مسلم إن الهدف منه تسليط الضوء على حياة المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية وإظهار صورتهم الحقيقية بعيداً عن النمطية التي ارتبطت بها لا سيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، غير أن جمعية مسيحية في ولاية فلوريدا رأت في البرنامج ترويجاً للإسلام وقيمه التي تقول إنها ترتبط بالتعصب والإرهاب، فمارست ضغوطاً كانت نتيجتها سحب شركات كبرى لإعلاناتها من البرنامج.. إن الرنامج يخلق صورة تشوه بينة المعتقد وذاكرة ملايين الأميركيين الذين قد يشاهدونه ويعتقدون خطأً أن المسلمين بهذا الانتفاح وعلى هذه الصورة ونحن نعلم أن المسلمين ليسوا كذلك.. ما هي المشاهد التي تدعي أنها تشجع الأصولية الإسلامية؟؟ ما يزعجني هو غياب الجانب المتعصب من المسلمين من البرنامج كأئمة الجوامع الذين ينادون بتطبيق الشريعة الإسلامية.. شركة لوس وهي تملك سلسلة محال لبيع مستلزمات المنزلية رفضت التحدث للـ بي بي سي غير أنها أعلنت عبر بيان نشر على شبكة الإنترنت أنها لم تسحب إعلاناتها من برنامج أول أميركان مسلم استجابة لأي ضغوط وإنما بسبب الجدل الذي أثاره البرنامج.
إذن هي حملة عنصرية لإيقاف مسلسل إيجابي عن حياة المسلمين في أميركا مغاير للصورة التي تحاول وسائل الإعلام اليهودية فرضها على الرأي العام.
مصادر إعلامية ذكرت أن المسلسل بات مهدداً بالإيقاف بسبب الضغط على الشركات المعلنة في المسلسل لوقف إعلاناتها، وبالتالي توقف المسلسل عن الظهور.
وكانت الصحف الأميركية تحدثت عن قيام مؤسسة يهودية متطرفة بالطلب من الشركة، وقف إعلاناتها في المسلسل، بحجة أنه لا يظهر الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين في أمريكا. معتبرة أن المسلسل يقدم صورة إيجابية وصالحة عن المسلمين.
ونقلت مصادر إعلامية عن إحدى الجمعيات قولها: إن أكبر عالم مسلم لا يمكن أن يقوم بالدعوة للإسلام بصورة أفضل مما يقوم به هذا المسلسل.
ورغم أن المسلسل يخالف في بعض تفاصيله نمط حياة المسلمين في أمريكا وخارجها، إلا أن المنظمات اليهودية والمسيحية المتطرفة رأت فيه مسلسلاً يسجّل لصالح المسلمين.
ويقول بيان صادر عن هذه المنظمات : إن البرنامج "يُظهر المسلمين الذين يبدون وأنهم كأي أميركيين آخرين ويستبعد عرض المسلمين الذين لديهم أجندة تشكل خطراً على حريات وتقاليد أغلبية الأميركيين".
... هذه هي صورة العنصرية التي تعكس نفسها في الولايات المتحدة . المسلمون لا يمكن أن تكون لهم حياة شبيهة بحياة الشعوب الأخرى فيما يراد لهم هو أن يحشروا في دائرة ما يسمى الإرهاب فقط لا غير . فكيف كان الرد على هذه الحملة من بعض المسلمين في أميركا.
المجموعة الموجودة في فلوريدا التي قامت بهذا العمل ما هي إلا استكمال لنفس الحلقة التي يقوم بها مجموعة تقصد تشويه صورة الإسلام، ومحاربة الإسلام، وجعل الإسلام هذا البعبع الذي يخافه الغرب ويجب أن يقوم بتطهير المجتمع الأميركي منه، ولكن من المؤسف ومن المثير للحزن حقيقةً أن مثل هذا الطرح يأخذ مساحة في الإعلام ويؤثر في شركات كبيرة، لذلك واجبنا نحن كمسلمين أن نتصدى إلى هذه المفاهيم الخاطئة ونعيد تشكيل ذاكرة المجتمع الأميركي ونعيد تصحيحه.. وتحولت القضية إلى مادة إعلامية دسمة لا سيما في الإعلام المرئي، كما انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حملات الشجب والدعوات لمقاطعة سلع الشركات التي سحبت إعلاناتها، هذا وجمعت التواقيع لإظهار الدعم للبرنامج الذي برأي كثيرين يفتح نافذة على حياة المسلمين في الولايات المتحدة... جمعية فلوريدا تدعي أنها مسيحية ولكن على حد علمي فإن رسالة المسيح كانت دوماً السلام والمحبة... حصل عليهم ضغط من (ممكن أن نقول اللوبي اليهودي) أو الصهيوني، أو فو إيفر الذي هو معادي للمسلمين أو الذي لا يريد يبين حقيقة أن المسلمين مجتمع مثالي ومجتمع مواطنين عايشون مثل أي مواطنين آخرين... أحزنني أن تقوم شركة مثل لاز بالخضوع لأراء الكراهية التي ينشرها مركز فلوريدا العائلة، فالمركز لا يقبل بأي شخص يختلف عنه.. شركة لاز وهي تملك سلسلة محال لبيع مستلزمات المنزلية أعربت عبر بيان نشر على شبكة الإنترنت أنها لم تسحب إعلاناتها من برنامج أول أميركان مسلم استجابة لأي ضغوط، وإنما بسبب الجدل الذي أثاره البرنامج وأكدت الشركة أنها تحترم التنوع الثقافي والاجتماعي في الولايات المتحدة.. شبكة سي أل سي التي تعرض سلسلة أول أميركان مسلم امنعت عن تحديد حجم الإعلانات التي سحبت أو عدد الشركات التي سحبت إعلاناتها، وما إذا كان ذلك سيؤثر على مستقبل البرنامج الذي تعرض آخر حلقاته بحلول منصف الشهر المقبل.
بهذا الشكل يراد قلب صورة المسلمين في الولايات المتحدة . ويبقى الإعلام الأميركي حكرا على أعداء الإسلام والمسلمين لا يسمح باختراقه ولو عبر برنامج تلفزيوني يظهرهم في حياتهم العادية .